السلاح بمختلف انواعه الذي نتفاخر به وأنه رمز القوة والمنعة عند اليمني ، لو فكرنا قليلا وبهدوء بعيدا عن الموروث الثقافي والتعبئة الخاطئة وسألنا انفسنا : هل هذا السلاح قتل معتديا واحدا اعتدى على السيادة الوطنية أو دافع عن حق الوطن ، أم إنه حصد عبر السنين عشرات الآلاف من اليمنيين الأبرياء قتلا وخلف اكثر منهم جرحى ومعوقين ، واصبح الوسيلة الفاعلة لدى عصابات نهب الاراضي ، وقطاع الطرق ، وضاربي أبراج الكهرباء ومفجري أنابيب النفط مما خسر الدولة المليارات وعصف بالاقتصاد اليمني ، وهو الوسيلة الفاعلة بيد المليشيات المتمردة على الدولة ، وضحاياه غالبا الضعفاء وأصحاب الحقوق المعتدى عليهم فتزهق أرواحهم وتنهب اموالهم وأراضيهم بقوة السلاح ، والدولة عاجزة عن عمل أي شيء ، وعودتنا في الغالب ان تقف مع القوي ضد الضعيف إما لارتباط المسئول مع هذه العصابات ، أو لعجز الدولة وبالتالي مداهنة القوي اعترافا بضعفها . بالاضافة لآلاف الضحايا الذين يقتلون خطأ نتيجة العبث بالسلاح أو اطلاق النار العشوائي في المناسبات. فيا دعاة التغيير ودعاة الدولة المدنية الحديثة لن يتحقق مطلبكم هذا اذا لم يتم وضع حد لهذا السلاح المنتشر بمختلف أنواعه ، ويباع في الاسواق كما تباع الخضروات والفواكه ، ولن تتحقق تنمية او استثمار ومدننا عبارة عن غابات من المسلحين ، فلا نغالط انفسنا وندس انوفنا في الرمال. الكثير منكم زاروا عدداً من دول العالم ، هل شاهدتم مسلحين يصولون ويجولون في هذه الدول ومدنها ، وهل شاهدتم وزراء أو قادة عسكريين ترافقهم الاطقم العسكرية ويستعرضون بها في الشوارع ، فضلا عن المشايخ ، وكل من نهب أرضا واشترى سيارة جيب وعمل له مجموعة من المرافقين اصبح شيخا يعبث بكرامة الناس ويعتدي على أملاكهم وخاصة الاراضي . لن يتغير حالنا للأفضل أبدا طالما ونحن ننظر للقبيح حسناً وللحسن قبيحاً ، اين دعاة الدولة المدنية وأين دور منظمات المجتمع المدني ، وأين دور الشباب ، وأين دور الاكاديميين والجامعات وخطباء المساجد ، ولماذا الاعلام لا يقوم إلا بدور الهدم وزرع الأحقاد وبث السموم في أوساط المجتمع ، وليس له اي دور يذكر في هذا المجال الخطير جداً على مستقبل اليمن . ونقول لحكومة الوفاق كما قال سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه “ ان الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن” فالدور الاول يقع على عاتقكم وخاصة ان مخرجات مؤتمر الحوار الذي شاركت فيه كل القوى الفاعلة على الساحة اليمنية هذه المخرجات من اهم قراراتها سحب السلاح المتوسط والثقيل من مختلف المليشيات والقبائل وتجريم امتلاكها من قبل أي طرف سوى القوات المسلحة والأمن فقط ، واقرت هذه المخرجات أيضاً تنظيم امتلاك السلاح الخفيف وحيازته ، وحرمت المتاجرة أو استيراد الأسلحة من قبل أي جهة سوى الدولة .. فلماذا لا يتم مباشرة تنفيذ هذه المخرجات وتطبيقها على الواقع لأن هذا الموضوع الهام المتعلق بالسلاح هو حجر الزاوية في كل القضايا الاخرى ، واذا فشلتم في تطبيقه فأنتم فيما سواه افشل، وتطبيقه على الواقع سيمهد لكم النجاح في تطبيق سائر مخرجات الحوار بسهولة ويسر ، دعوة صادقة أوجهها لكل من ذكرتهم وعلى رأسهم قادة الوطن والى كل أبناء الشعب ، أن يبدأ كل من موقعه نحو هذا الوجه للخلاص من هذه المظاهر المقززة التي تجعلنا أعجوبة امام كل شعوب العالم ، فعلى الدولة البداية بتطبيق مخرجات الحوار بسحب هذه الأسلحة ، وعلى كل الأطراف الفاعلة المساندة وخلق رأي عام قوي داعم لهذا التوجه ، بل نحث الدولة على الإسراع ببسط الأمن وتأمين الجميع وتنفيذ ذلك فورا ، من اجل الوطن وأمنه واستقراره وتنميته ، وبدون ذلك لن تكون هناك دولة بحق وحقيقة في اليمن .