بعض القوى السياسية خصوصاً الايدلوجية منها تقوم على تحريف قاعدة «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ». لذا تجدها مستعدة لبيع وطنها بدعوى الخلافة العالمية ، واستباحة بعض منه مقابل أن تحصل على غنيمة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية .. متناسيةً أنّ كلّ ذلك يخضع للسوق السياسي في عرضهِ اليوميّ وطلبه المزاجيّ بعيداً عن الشخصنة .. قريباً من المكاسب والمصالح المتفاوتة . لا يهم لديهم أن تُطلق عليهم صفة الكذب والشعوذة الدينية .. ولا يدركون حجم خساراتهم اليومية في صفوف الجماهير التي لا يعرفون قيمتها إلا في أيام الانتخابات وفي الساعات المحدودة للمظاهرات .. ثم ما يلبثون بعدها يراهنون على غباء وعاطفة الكثير من الكادحين الذين يسقطون من أبراج براءة أحلامهم في دقائق من الزيف الدينيّ على ردهات المنابر المأجورة . سنوات كثيرة مضت على اليمن وغيره من شعوب المنطقة .. وهؤلاء المتأسلمون يركضون في وهم الخلافة التي تحولت بقدرة الصهيوعالمية إلى “ فوضى خلاقة “ .. ليعبروا بها ومعها بجماهيرهم القاصرة في الفهم والإدراك من مضيقهم إلى جدران صماء من الكوارث والمواجع والأحقاد التي لا نفاذ منها إلا بمعجزة تقضي بهدم الجدران .. وحينها تسقط على رؤوسهم قبل غيرهم . [email protected]