المتابع للأحداث في بلادنا يصاب بالإعياء الذي يصل درجة الإغماء خصوصاً عندما يشاهد بعض الذين تمكن النفاق من عقولهم وصيرهم قاع الوحل والانحطاط وهم يصورون الوهم حقيقة يعيشونها لحظة إطلاقها على الآخرين بصورة يظهر فيها الاستخفاف بعقول الناس الذين يدركون كذبهم من فلسفتهم وإصرارهم على الخداع، ومن ذلك أن قال لي أحد المغتربين بشيء من الحساسية المفرطة لقد بلغ الخداع مبلغه لدى الانتهازيين الذين نهبوا أحلام الشباب وتسلقوا على أكتافهم وذكر لي ترويجهم للغواية الشيطانية التي تهدف إلى النيل من جسد الوحدة الوطنية، وقال إن هؤلاء لم تعد تهمهم الوحدة الوطنية ولم يكن لها أثر في أفكارهم، لأن منهجهم الغاية تبرر الوسيلة. إن النفاق الذي بلغ لدى البعض درجة الابتذال قد أصبح فاعلوه لدى أقرب الناس إليهم وصمة يخجل من شدة ابتذالهم في النفاق وإصرارهم عليه رغم وضوح الخسة والدناءة في تزلفهم ونفاقهم المفضوح، ويظهر من خلال تلك التصرفات أن أمثال هؤلاء الذين نقعت أجسادهم في قعر الابتذال لا يمتلكون كرامة ولا يعرفون مكارم الأخلاق ولا يدركون الثوابت الدينية والوطنية والإنسانية ولا يهمهم سوى التوسل والتقرب بذلك الافتراء الفاجر من أجل تحقيق مصالحهم الخاصة جداً، ولأنهم كذلك تجدهم يتسلقون على حساب الكفاءات والخبرات وهم الأقدر والأقوى على التموضع في درك العبودية لغير الخالق جل شأنه. لقد قدم المشهد السياسي نماذج من الرجال الذين تعروا من القيم الأخلاقية والتصقوا بالانتهازية وانخرطوا في قوى سياسية تبيع الوهم وتشتري الفجور لتجعل منه وسيلة لتحقيق غايات شيطانية لا تعترف بالقيم والمبادئ ولا تلتزم بالعهود والمواثيق، وأمثال هذه القوى لا يمكن أن يركن الشعب عليها في تحقيق الإرادة الكلية للشعب، بل إنها عدوة للشعب شديدة التنكر لمكارم الأخلاق، الأمر الذي يجعلنا نكرر الدعوة لكل القوى الوطنية إلى ضرورة المزيد من التلاحم والتوحد من أجل كف الأذى عن الوطن والعمل على حماية كيان الدولة اليمنية الواحدة والموحدة وتعزيز بناء القوة الواحدة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك