عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ جميل هو العيد بمعناه وارتباطه بمعان إنسانية حثنا عليها الإسلام. ولكن حتى العيد تجرّد من بهجته وصار يأتي كئيباً كأيامتا المليئة بالحزن على أشقائنا في غزة، وبالدهشة لما يحدث في وطننا العربي من أقصاه إلى أقصاه. أصبح العيد ثقيلاً بالتزاماته التي فرضناها فأثقلت كاهل الموظف والمسكين، وأصبح العيد مناسبة للاستدانة والإهانة من أجل توفير متطلبات أصبحت من الضروريات حسب قوانين أسقطت من حساباتها المعاني الإنسانية التي شرعها إسلامنا الحنيف. جاء العيد كعادته محملاً بالمحبة والفرح؛ لنسعد به رغم همومنا وأحزاننا وجروحنا على وطن ينزف دم أبنائه، وطن يشهد انقسام أبنائه بطريقة لم يشهد لها التاريخ اليمني الحديث مثيلاً. سنسعد بالعيد وسنسعد بالوطن الذي لابد وأن ينفض عنه غبار الطائفية المقيت، ويطهر نفسه من نجس الكراهية والحقد كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس. سنحتفل بالعيد وسنتذكر شهداء مجزرة العرضي وشهداء عمران وكل شهيد سقط فداء للوطن، سنترحم عليهم وسندعو لهم بالرحمة وللوطن بالاستقرار والسلام والطمأنينة. أتى العيد بفرحة الأطفال ودعوة للقاء الكبار ونبذ الخلافات؛ لنستعيد وطننا الذي بات كالغريب عنا، وصرنا غرباء عنه، وطن لم يعد يعترف بنا وقد قسمناه حسب أهوائنا وحسب طوائف جاءتنا من الخارج لنستقبلها بترحاب ونسلمها وطناً لتعبث به وتمزقه بكل حرفية واقتدار بمباركة منا. سيبقى العيد هو الفرحة التي تقتحم قلوبنا، وسنظل نحتفي به وندعو الله في كل عيد أن تأتي الأعياد القادمة وقد عدنا إلى أنفسنا وإسلامنا وأوطاننا المسلوبة منا. وكل عام وأنتم بخير.