أحياناً ينبغي عليك أن تخاطب الأغبياء بذات لغتهم.. والحمقى بمستوى أفهامهم المتوقفة لدى خزعبلات مخرجات منامات قادتهم وكرامات أوليائهم .. وعبودية السُّذّج من جماهيرهم الغافلة عن الحقيقة. يعلم الكثير أن دعوات بعض الساسة المؤدلجين للخروج من السلطة والعودة للمعارضة.. أو الدعوة إلى تجديد تحالفات لا غرض منها سوى المكابدات ، إنما هي دعوات هلامية ومجرّد محاولة لكبح جموح التساؤلات المتصاعدة لدى جماهيرهم عن سلبيّة قادتهم في عدم القيام بدور إيجابي ينفع الناس.. وعزوفهم عن العمل لأجل الوطن.. وبالمقابل تواجدهم في كلّ محافل الشرور وانتاج الحروب والمكايدات السياسية. إن من يُقدّمون دماء الشباب قرابين لأوهام أرصفتهم في ثورةٍ مزعومةٍ استهدفت شخصاً لا إنقاذاً لوطن.. ثم يتحدثون ببساطة عن تحالف وحوار جديدين ولا يخجلون في الدعوة لإعادة النظر والتقويم فيما يخصّ تحميلهم تردّي وضع البلد إلى شخص الرئيس السابق.. بينما لا يفتأون ليل نهار على تحميله كل شيء.. حتى ما يفعلونه نهاراً جهاراً.. ولن يعفي الشعب عن ترهاتهم مهما تلوّنت وجوههم وأياديهم نظراً للموقف العصيب الذي وضعوا تأريخهم المشئوم فيه. إن المغازلة العلنيّة لبقيّة الجماعات المتأسلمة في اليمن سواء التي باعها ساسة الحزب المؤدلج على المصلحة منذ وقتٍ مبكّر وأوصلها إلى خاتمتها السيئة .. أو تلك الجماعات التي تفرّخت عنه وبه وتؤدي دورها الاستخباراتيّ لقوى خارجيّة.. لن تشفع له حتى يأتي ويحاول مجدداً لم شملّ التكفيريين بقصدية المواجهة بينما هو لا يدرك الحقيقة المدوّية المرعبة له.. بأنّ خصومه لم يصلوا إلى عقول وقلوب الملايين من اليمنيين إلا من خلال نوافذ وأبواب أخطاء وكوارث المفلسين من ساسته والذين طغوا في عنجهيتهم الزائفة, وأفسدوا حقول الشراكة المجتمعية.. وعبثوا بمقدرات الوطن.. وعاثوا بآماله في مستنقع الأحقاد والنيل من تأريخه العظيم وشبابه الحالمين. [email protected]