العاصمة أعطت لليمن الكثير وقدّمت الكثير؛ الآن جاء دور بقية المحافظات، الأبناء عليهم أن يقوموا بدورهم نحو أمّهم عندما تمرض أو تُصاب بحمّى, على الجميع أن يلتفّ للتطبيب والإنقاذ. تستطيع محافظات الجمهورية أن تقوم بدور كبير على طريق التعافي عن طريق التماسك الاجتماعي والتراص الرسمي الشعبي, هذا خيار وحيد لليمنيين إذا أرادوا أن ينقذوا أنفسهم ووطنهم من حالة الضنك التي تعيشها كثير من الأقطار العربية التي سقطت في بئر الخراب المخيف عندما لم يتداع أهلها إلى التماسك وانجرّوا خلف الأحقاد والانتقامات ولم يعتصموا بالله ثم ببعضهم. هي آخر فرصة قبل الهاوية التي يريدها خصوم اليمن لا لحقهم الله خير على الجميع في المحافظات ألا يستدعي ما يجري في العاصمة من تداعيات، هناك من يحب أو يريد أن يجر الفوضى إلى بقية الجسم بنزاوت شتّى. على الناس أن يبادروا وألا يبقوا منتظرين المفاجآت أو مجيء الفوضى بقرونها التي يصنعها الفراغ، عليهم أن يبادروا إلى إحياء عمل مؤسسات الدولة ومشاركة المجتمع في المحافظات، وهذا أمر ميسور، فمازالت الدولة موجودة بفعل ثقافة المجتمع، وقد ترى أن الأمور تمشي على ضوء القمر وعلى القدرة بلطف من الله. وعلى الناس أن يساعدوا أنفسهم في استمرار هذا اللطف، فيقوموا بتقوية السلطات المحلية والحفاظ على الأمن وتقوية الروابط الاجتماعية والسياسية فيما بينهم؛ لا وقت للعب أو السلبية أو تصفية الحسابات؛ لأنها هنا لا تعني سوى الانتحار الذي يقترب من التفريط والخيانة بشعور أو دون شعور. أمس كان اجتماع السلطة الأمنية والمحلية والقوى الحزبية والشعبية في محافظة تعز خطوة مسؤولة من أجل الحفاظ على أمن المحافظة ، والتركيز على الدعوة لتنفيذ اتفاق «السلم والشراكة» الذي يجب أن يُدفع الجميع لتنفيذه، ولا أعتقد أن أحداً يهمّه اليمن ويخاف الله ويشفق على هذا الوطن يعيق آخر فرصة للنجاة. ليس غريباً على تعز التي كانت المبادرة في كثير من المحطات الحرجة كنموذج يجسّد وحدة المجتمع وعامل العقل الوطني والتحفز الثوري المبصر الذي يمثّل سياجاً من الانهيار الخطير. عليكم أن تتحسّسوا بعضكم كإخوة بعيداً عن العناوين والألوان المصطنعة، فكلكم إخوة والوطن واحد, دمكم واحد، وأمنكم واحد، وخوفكم واحد، ولا تجزئة للخراب ولا انتقاء؛ لأن الجسم اليمني واحد، والروح واحدة، إذا أزهقت تبخّر الوطن وطاح الأمن والحياة، الحرص على البعض في وقت الأخطار تحديداً هو الحرص على الكل، والتفريط بالبعض هو تفريطٌ بالكل؛ هذه هي معادلة سفينة الوطن الواحدة. هذا التماسك الرسمي والمجتمعي في المحافظات من شأنه أن يحفظ التوازن لكي تعبر البلاد المضيق الحرج، الجميع يدرك الخطر ويعرف الدور التكاملي من الجميع. سيكون الحفاظ على عافية المحافظات هو واجب المرحلة ومحطة الحكمة اليمنية، وسبباً لعودة العافية إلى العاصمة الحبيبة والوطن العزيز؛ حماه الله من كل مكروه. [email protected]