كان العيد عند المواطن اليمني هذا العام أن يرى اتفاق السلم والشراكة على أرض الواقع لا يريده خبراً على ورق ولا يقبل أن تكون الحياة السياسية مأزومة لأنه قد تعب من سياسات التأزيم والانفلات الأمني وقد ضاقت عليه الدنيا بما رحبت بسبب الاختلاف بين القوى السياسية ولذلك وصل الأمر لديه أن العيد تنفيذ اتفاق السلم والشراكة باعتباره الفرصة الذهبية أمام كافة القوى السياسية لإعلان التوبة والتكفير عن عقوق الوطن والتمرّد على السيادة الوطنية المقدّسة التي تعرضت للخطر. لم يعد من الممكن التخاذل أو التواكل أو خلق المماحكات السياسية التي تزيد الوضع سوءاً وأصبح الممكن المتاح هو سرعة الإنجاز والكف عن العبث أياً كان والذين مازالوا يمكنون صغارهم من الإثارة بات من الواجب الكف عن ذلك التصرّف العبثي ومنع الصغار من اللعب بالنار وليعلم الذين يسيرون في هذا الطريق أن ذلك لن يحقق لهم غير الخسارة الشعبية المتلاحقة وكلّما زاد العبث زاد سقوط الثقة الشعبية. إن القوى السياسية الصادقة والأمينة هي التي تمنع صغارها من العبث بالشرر وتضع حداً لكل من يحاول صبّ الزيت على النار أيا كان، وبات المطلوب هو الكف المطلق عن الإثارة والإساءة والفبركة والتلفيق، لأن السواد الأعظم من الشعب يدرك خطورة الموقف وذاكرة الشعب الجمعية تسجّل كل صغيرة وكبيرة والتاريخ لن يرحم. لقد قبل المواطن أن يكون عيده تنفيذ الاتفاق الأخير، السلم والشراكة، فهل يدرك العقلاء خطورة التأخير في إنجاز متطلبات الاتفاق وهل تبخل القوى السياسية على هذا الشعب الصابر بهذا المطلب الذي يخدم القوى السياسية قبل أن يخدم الشعب؟. إن المسئولية التاريخية تحتم على كافة القوى السياسية سرعة إنجاز هذا الاتفاق ولم يعد أمامها من الأعذار إلا المزيد من عقوق الوطن ولذك وجب التحذير من عدم الاستجابة لمطلب الشعب بتحقيق ما اتفقتم عليه ليفرح المواطن بصلاحكم وقربكم من الله.