في كل الأعياد تجد المواطن اليمني أكثر اهتماماً وأعظم احتفاءً بالأعياد سواء كانت وطنية أم دينية، وفي الفترة الأخيرة تجد المواطن اليمني أقل من غيره في الوطن العربي الكبير اهتماماً بالعيد والسبب في ذلك صراع القوى السياسية على السلطة الذي بلغ درجة الفجور، الأمر الذي نغّص على المواطن فرحته بالأعياد الوطنية والدينية، وأصبحت اهتماماته تأخذ منحىً آخر في اتجاه الصبر على المكاره والاعتصام بحبل الله المتين من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية وحماية السيادة القومية للجمهورية اليمنية. إن الاستمرار في حرمان المواطن من أفراحه وأحلامه بات اليوم الصورة البارزة في المشهد السياسي اليمني دون أن تقدر القوى السياسية أمانة المسئولية وتكف عن العبث بأمن الوطن والمواطن، ودون أن يقدر المعنيون خطورة الحالة القاتمة ويعملون على سرعة إنجاز المهام الماثلة أمامهم المتعلقة بتشكيل الحكومة وإنجاز الدستور من أجل الانطلاق صوب الانتخابات العامة. إن التباطؤ والتواكل الذي يهيمن على بعض القوى السياسية صورة عبثية ومزرية ولا تمثل الحكمة والتعقل بقدر ما تعبر عن الإساءة إلى العقل اليمني وقوة الإرادة اليمنية، ومن أجل ذلك ينبغي على الحكماء والعقلاء في ساحة الفعل اليمني أن يدركوا هذا التواكل الذي بلغ حد الإفلاس من أمانة المسئولية وجذر للانفلات والفوضى التي ألحقت الضرر بحياة المواطن وسامته سوء العذاب. إن المواطن اليوم لم يعد يلتمس العذر لتلك القوى، لأن الوقت قد طال وأولئك لم يحركوا ساكناً والأذى يتزايد على المواطن والوطن يومياً وتواجد الدولة يتلاشى تباعاً وخوف وقلق المواطن يتضاعف، وكل من يعتقد الشعب في حكمتهم وقوة إيمانهم لم يحركوا ساكناً أين ذهبت ضمائركم؟ إن الضمير الحي لا يمكن أن يقف هذا الموقف المتخاذل، وأن العقول المستنيرة لا يمكن أن تقبل بتلك المواقف البائسة، ثم ألا يكفي أنكم سلبتم من المواطن أفراحه وحولتموها إلى أتراح وجلبتم له الخوف والقلق؟، لقد جاء الوقت الذي ينبغي أن تعوضوا الشعب على صبره عليكم جميعاً يامن ذهبتم في مزالق العقوق وحلتم بين الشعب وأمنه واستقراره ووحدته الوطنية، إننا باسم المواطن والوطن نجدد الدعوة إلى كل القوى السياسية في أيام عيد الأضحى المباركة إلى إعلان التوبة والاعتذار للوطن، ثم العمل بروح المسئولية على إنجاز المهام الوطنية الكبرى التي تمكّن المواطن اليمني من حقه في الاختيار الحر المباشر عبر الانتخابات العامة بإذن الله.