لم يعد أمام القوى السياسية اليوم غير التصالح والتلاحم والوئام الوطني الذي لا يستثني أحداً من القوى الوطنية، وبات بعد توقيع اتفاق 21 سبتمبر الجاري اليمن أمام مهام وطنية تحتاج إلى صدق النوايا وقوة الإرادة للوفاء بالالتزامات التي تفتح الطريق أمام عجلة التنمية التي عطّلت من 2011م وحتى اليوم وتوجد فرص العمل لأبناء الشعب الذي قاسى مرارة الجوع خلال الأزمة. إن إنجاز المهام الوطنية العاجلة يستلزم الإخلاص المطلق لقدسية الوفاء للشعب الصبور الذي تحمّل كل أنواع الأذى وضحّى من أجل سلامة الوطن وأهله وصبر وناضل طويلاً من أجل وحدة الصف وقوة بناء الدولة وإعادة إعمار اليمن، وبقي عليه أن يرى ثمار صبره وكفاحه لتشفى آلامه وأوجاعه وتضمّد جراحاته الغائرة، الأمر الذي ينبغي معه الشعور بأمانة المسئولية أمام الله والناس أجمعين من أجل رد الجميل لصبر الشعب الوفي الذي ينبغي أن يقدّس صبره وفاءه لتراب اليمن الكبير. إن على القوى السياسية أن تتخلّى تماماً عن التمترس خلف الرؤى الفكرية الجامدة وأن تصحو من عميق سباتها الذي كان سبباً في أحداث الأزمة السياسية وآثارها الكارثية التي هدّدت الوحدة الوطنية وعرّضت السيادة العليا للخطر الخارجي، وينبغي على تلك القوى أن تكف عن المكر والخداع وأن تخلص النية في ما يوكل إليها من المهام وتلتزم الصدق مع الله والشعب وأن يكون مبدأ الشفافية المطلق هو السائد في التعامل مع الشعب ولا يجوز اختلاق الأعذار والمبرّرات الكاذبة والواهية، وينبغي أن يتحمّل الجميع المسئولية بكل قوة وإخلاص لإرضاء الخالق جل وعلا. إن المرحلة الراهنة تتطلّع إلى الإسراع وعدم التباطؤ في إنجاز المهام والتخلّي المطلق عن التطويل في الأداء لأن الشعب سيكون هو الرقيب الذي يقيّم الأداء ويدرك الأصلح والأكثر صلاحاً وإخلاصاً لله ثم للشعب ولقدسية التراب اليمني. إن ترتيب المهام العاجلة والبدء بالأهم منها لم يعد يتحمّل المماطلة والتسويف، لأن الشعب لا يطالبكم بالمستحيل وإنما يريد أن يرى منكم أعمالاً على أرض الواقع تُلامس همومه وتعالج معاناته وتُزيل عنه شبح الخوف والقلق، وهي أمور في متناول اليد لمن كان أميناً ومخلصاً وصادقا،ً لأن الفرصة باتت اليوم متاحة أمام كل أبناء الوطن للتكفير عن العقوق الذي حدث، والمستقبل يبشّر بالخير الواسع بإذن الله.