الدقائق الحيرى، كالساعات والأيام العصيبة والليالي الثكالى في عيون القوم وهواجسهم المترنّحة في بحيرةٍ رديئةٍ لا يتجدّد فيها إلا تكاثر الأفاعي واتّساخ القاع الموحش. والحيرة في التلقّي غيرها في المبادرة.. إذ أنّ ما يأتي غير ما يذهب باعتبار الحسّ الإنسانيّ قائماً على ردّة الفعل.. بينما المبادرة الطوعيّة تدفع بالحيرة إلى أعالى الطريق، حتى إذا ما تماسكت جذوع أوّلها استقام الهدف كما ينبغي للفكرة أن تصل، والحلم أن يسعى. فما هي مشكلة التلقي والمبادرة..؟ تلك هي المعضلة المتجدّدة في ضمير الفرد العربي أو في سلوكه العام الظاهر أمام جيله من خلال خنوعه أو ردة الجهل.. وكلاهما لا يأخذان بيده حيث ينبغي. بينما في الغرب مثلًا، وقد أُتيح للفرد ما لا غالباً للجماعة في العرب .. يختلف الأمر بدءاً بحريّة الكلمة وليس انتهاءً بحريّة المصير .. وفي ذلك تفعيل للعقل وتتويج له ينتج عنهما صناعة الأرض وسلامة العِرض وهدأة القلب عمّا يأكل في مخيّلة القلق، وعمّا يتآكل في حقيقة تفكير مئات الملايين من البشر تحت يافطاتٍ هزليّة لا علاقة لها باليقين أو فضيلة النتائج. [email protected]