أخبرتني نفسي خبراً صادقاً من تجربتها في الحياة وتأملاتها في صفحات الكون والتاريخ والكتاب والناس أن عليّ أن أتخلص من التردد والكسل وعوالق الذات إذا أردت أن أنجح في مشوار الحياة، فالجدية تخرج طاقتك كلها. وأخبرتني نفسي في لحظة تأمل بأن الإبداع الذي هو درجة أعلى من النجاح لا يأتي إلا من وراء العشق، فالعشق يصنع الإبداع ويستدعي طاقات مضاعفة ويمدك بقوة روحية منجزة وداعمة لما لديك من قوة مادية وعقلية ونفسية ويُفَعِّل قدراتك الكامنة حد التفجير المتوالي والمتصاعد بشكل يذهلك ويفاجئك وكأنك أمام شخص آخر ولست أنت. عندها عليك أن لا تستمر بالذهول لأنه قد يكون فخاً يقودك إلى الإعجاب بنفسك والذي يرديك إلى الغرور القاتل , فلا تتوقف عند فخ الإعجاب بنفسك بل تواضع وتواضع وأخلص لكي تحافظ على روحك المتوهجة نحو تنامي قوتك وتدفق عطائك وصولاً إلى الإبداع الذي هو تجليات للعقل والروح . العشق ياصاحبي هو ذروة الحب الخالص، والحب هو الإنسان والإنسان هو الحب،وعندما يغيب يتحول الإنسان إلى شيء آخر, وحش, سبع ,حيوان, أي شي غير الإنسان، وقد تتحول أمم وشعوب كاملة إلى هذا الشكل الأسود بسبب غياب الحب كقيمة وحاجة وبسببها تستحق غضب الله وتجر معها العقاب والعذاب الذي ينزل على شكل كوارث كما في الأمم السابقة التي ذكرها القرآن كعبر أو كوارث بفعل أنفسهم ونفورهم من معاني الحب كما هو اليوم في بلاد العرب «الجرب». الحب هو الطريق السريع نحو جنة الإيمان وراحة اليقين وسعادة الاطمئنان في الدنيا التي هي دار للشرود الهارب بكل شيء ومن كل شيء على أجنحة من سراب.. وفي دار الخلود الثابت زماناً ومكاناً ولذة وسعادة لاتمل ولا تبلى .. «لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا »، هذا حديث نبوي شريف شديد الجمال شديد التكثيف والتحذير وفيه مجمع مجامع الكلام وجوهر الحكمة والحقيقة , فلا إيمان بدون حب ولا دنيا بدون حب ولا آخرة بدون حب ولا إنسان بدون حب , الحب هو جوهر رسالة الإسلام والديانات السماوية وهو لب حكمة الحكماء والمصلحين والفلاسفة وغاية الوجود الإنساني والاختبار. الحب كرسالة سماوية وغاية للإنسان تحتاج إلى وصول , والوصول يحتاج إلى إنسان , والإنسان يحتاج إلى معرفة , والمعرفة تحتاج إلى إحساس بالحاجة إليه مثل حاجة الجسم إلى الماء والهواء وأشد، و حتى يتحول هذا الحب إلى مصدر طاقة وعشق يتحكم بحركة الذات وإلى مصدر لذة وسعادة ووجود، تهون أمامه التضحيات. وعندما نصل إلى حب الإنسان نصل إلى موطن الحب الزاهي والعشق الإلهي، وهناك سنجد الإنسان كماهو وذواتنا على حقيقتها قبل أن تطمرها الكراهية بكل أثقال الطين اللازب و حقارة الأنانية اللزجة. [email protected]