عندما يخالط الحب بشاشة الأفراح، وترتوي القلوب – بعد ظمأ الشقاء – من نبع الهناء والخلود.. يشعر الإنسان أن الدنيا تشاركه فرحة الحب، وسعادة الحياة.. يشعر ان العالم كله يعيش قصة حب خالدة، لا تنتهي فصولها وأحداثها المليئة بالبشر والسرور.. يشعر بأن الدنيا لن تسعه أو تكفيه من فرط الحب، وكأنه الوحيد في هذا الكون من يسطر أجمل وأروع قصص الحب على صفحات الحياة. هكذا هو الحب عندما نعيشه ونحيا به ونؤمن به حقيقة إلهية من حقائق الكون والوجود، فنعيش الحياة ببساطتها وحلاوتها دون تكلف.. فالحياة مليئة بفنون الحب والتعامل مع الآخرين بحب واحترام. فالنهار عندما يُشرق ويبدد ظلام الليل ويزيح عن كاهله كوابيس الظلام معلناً تباشير الضياء والصباح.. وكذلك الليل عندما يحتضن بقايا النهار ليدفئ أحزانه وآلامه إنما يمارسان طقوس الحب.. والمطر عند هطوله يحيي القلوب بعد موتها.. وينبت الأفراح كما تنبت الأرض الشجر. والشمس عندما تشرق صباحاً – وشعاع أنوارها وضيائها يتسلّل بهدوء بين الدروب والأزقة ليطهر أوكار الظلام – تشرق لتضيء الحياة بنور جديد، نور الحب والبقاء والنقاء، وتشرق لتعبّر عن هذا الحب والنور بأبهى صورة وأجمل ضياء. والحياة كل ما فيها يوحي بالحب والتآلف، ولذا لا يمكن أن يعيش الإنسان بدون حب، لأن الحب هو الحياة.. هو الأمل، والأمل طريق الحياة والبقاء فلا يمكن أن نعيش دون أمل أو هدف نسعى لتحقيقه، لأن فقدان الأمل يعني فقدان الحياة. الحب.. ماء الوجود، وروح الحياة.. فهل يستطيع الإنسان أن يعيش بدون ماء؟ وهل يعقل أن يحيا بدون روح؟! الحب.. أكسجين البقاء.. فهل بمقدور الإنسان أن يعيش دون أن يحتاج إلى الهواء أو ذرة من اكسجين؟! بالتأكيد.. لا.. لأن الماء والهواء أساس الحياة.. والحب هو الحياة. فمهما بلغ اليأس بالإنسان مبلغاً حد الثمالة والجنون, ولازمه الإحباط والقلق حد اللصوق, وأوصدت بوجهه أبواب الأمل والخير في الحياة ,وخذلته الأيام والسنون.. لاشيء غير الحب من سينقذه ..لاشيء غير الحب من سيفتح تلك الأبواب الموصدة..لأن الحب مفتاح الحياة للعيش بسعادة واطمئنان.. ولقاح ضد اليأس والإحباط بل هو اكسير الحياة.. والحب الذي نعنيه هنا ليس فقط ميلاً أو إحساساً نحو النصف الآخر (المرأة) كلا.. إنما الحب يتنوع ويتعدد.. فقد يعجب الإنسان بضحكة جميلة, أو بسمة لطيفة, أو عينين ناعستين تأخذان بلباب عقله. قد يحب الإنسان وردة أو زهرة عابقة بالعبير.. قد تسحره لوحة رسام ماهر.. قد يطرب ويحب قصيدة شعر.. قد يحب ويستمتع بإشراق الصباح.. ويعشق منظر الغروب.. قد يهيم الإنسان حباً متأملاً ومتفكراً في إبداع الكواكب والنجوم.. قد يحب المال حباً جماً.. قد يحب منطقة دون أخرى.. قد يجد نفسه سعيداً في إغاثة ملهوف أو إطعام جائع أو مسحة حب على رأس يتيم أو زيارة مريض ومواساة قريب أو صديق. فالحب فنون, وكل فن فيه درس من دروس الحياة.. فأن تشعر بقيمتك ووجودك في هذه الحياة وأن تسمو فوق الصغائر وسفاسف الأمور وتجرد نفسك من الأحقاد, وأن تملأ قلبك بنور الصدق و الطهر هذا أسمى وأرقى معاني الحب. الحب.. أن تعيش حياتك كما هي.. ببساطتها وحلوها ومرها.. الحب.. أن يكون قلبك عامراً بالتواضع والإخلاص.. بالصدق والوفاء.. واحترام الآخرين.. عامراً بنور الإيمان ولذة السعادة. الحب أن تعيش يومك ولاتفكر بحاضرك ولاتبكي على أمسك ولاتطلب ما لا يمكن تحقيقه فهذا هو المستحيل. الحب.. أن تعيش حياتك كما تريد أنت لا كما يريد الآخرون.