التوقُّف عن العبث بالمال العام والبعد المطلق عن شق وحدة صف الشعب البداية العملية للمصالحة الوطنية والانطلاق صوب الفعل الوطني الذي يعزّز الوحدة الوطنية ويزيل رواسب الحقد والكراهية ويدفع باتجاه إعادة إعمار اليمن ومحو آثار الفواجع التي لحقت بالشعب، ولا يجوز الإصرار على الكيد والاستقواء بالغلبة النفعية التي لا تخدم السيادة الوطنية على الإطلاق، كما أن الركون إلى أولئك الذين تقودهم العواطف والرغبة في التسلّط وإجبار الآخرين على الإذعان لا يجدي نفعاً، بل يعد سبباً من أسباب انهيار الكيانات التي لا تحترم أحداً ولا تقبل إلا بالانتهازيين والنفعيين الذين لا يهمهم وطن ولا يقدرون خطورة المسارات الفوضوية التي يرسمونها لمن اعتمد عليهم. إن اليمن في أمسّ الحاجة إلى كل أبنائه ولا يجوز ممارسة الإقصاء، لأن نتائج ذلك وخيمة ليست على الوطن فحسب وإنما بدرجة أساسية على من يُمارس ذلك، وعلى الجميع أن يدركوا خطورة ذلك وأن يتجرّدوا عن المصالح الخاصة ويغلبوا المصالح العامة ويتعظوا مما قد حدث الأمر الذي يحتّم عليهم النصح الأمين بدلاً من النزول عن الرغبات على حساب الوطن اليمني الكبير. إن أمانة المسئولية تحتاج إلى الرجال الأمناء والشرفاء الذين يشعرون بواجب الأمانة وخطورة التفريط فيها، وقد بات اليوم لازماً على من هم في مواقع صناعة القرار الوقوف أمام العبثية التي تطالب الوطن بسبب الميل الجارف إلى الرغبات الخاصة التي تعتمد على رغبة الانتقام والتخلص من الآخر بأية طريقة، وليدرك الجميع بمن فيهم أصحاب الميول الشيطانية هذه أن تلك الممارسات العبثية لن تحقق القبول الشعبي في أدنى درجاته على الإطلاق، لأن الشعب قد وضع الجميع تحت المجهر وبات على قدر عالٍ من القدرة على التمييز بين من هو صادق ويغلّب مصالح الوطن على المصالح الخاصة ومن يمارس العبثية والفوضوية. إن السكوت على الممارسات العبثية يعني المشاركة في تخريب البلاد والقضاء على مقدرتها والإتيان على ما تبقى من مؤسسات الدولة وتحويلها إلى أثر بعد عين، ومن أجل ذلك نكرّر الدعوى لكل النبلاء والشرفاء وأصحاب الضمائر الحيّة من أجل وضع حد لذلك العبث الذي طال الوطن وخلّف جروحاً دامية وأوجاعاً عميقة، ولا يجوز السكوت في مثل هذه الحالات ولابد من قول الحقيقة و إلا ما فائدة الإنسان إذا لم يُسهم في إنقاذ بلاده ولو حتى بالنصح الأمين، وأنا على يقين من أنه لو أخلص المعنيون بالأمر وقدّموا الحقيقة وتجاوزوا الرغبات الخاصة لما حدث ما حدث.. فهل حان الوقت للإخلاص للوطن؟.. نأمل ذلك بإذن الله. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر