الاعتماد على التعبئة العدوانية ضد الآخر لا يمكن أن يحقق الخير العام ولا يقود إلى القبول الشعبي مطلقاً؛ لأن التعبئة العدوانية تفضح النوايا وتقدّم الدليل العملي على الرغبة في الانتقام باستخدام الوسائل الفاجرة؛ وقد فشل كل الذين يلجأون إلى هذا الأسلوب وفضح أمرهم ولم يعد القائمون على التنشئة والتعبئة العدوانية قادرين على إخفاء حقيقة أمرهم؛ فهم يتحمّلون مسؤولية الانحراف في منهج التفكير؛ وعليهم أن يقدّموا أنفسهم إلى المجتمع بإعلان التوبة عن هذا الأسلوب الهمجي ومن ثم يضعون المعالجات التي تحمي المجتمع من أخطار التعبئة العدوانية. إن ما يتعرّض له النسيج الاجتماعي في الجمهورية اليمنية بسبب التعبئة والتنشئة العدوانية لا يمكن أن يُعالج بالسلوك المماثل؛ بمعنى تنشئة وتعبئة عدوانية جديدة على الإطلاق؛ لأن ذلك يولّد النفور المطلق من الناس كافة؛ لأنهم قد ذاقوا مرارة هذا الاتجاه وفجوره في انحرافه عن منهج التفكير؛ ولذلك فإن المعالجة الحقيقية تكمن في الاتجاه الصادق نحو المصالحة والتسامح والشراكة الوطنية التي تقدّم الخير العام وتعظّم قُدسية حياة الناس وتصون الكرامة الإنسانية وتزيل آثار التعبئة والتنشئة العدوانية التي مارستها بعض القوى السياسية المتصارعة. إن النسيج الاجتماعي اليمني متماسك وقوي الترابط ولم تنل منه سوى التعبئة العدوانية؛ فعندما تكف تلك القوى عن استخدام منهج الغواية فإنه من السهل العودة إلى ترميم جسد النسيج الاجتماعي، وعندما تخلص النوايا وتصدق الأقوال والأفعال فإن الناس سيكونون أكثر استجابة لكل ما هو خير ويحقّق الصالح العام ويعظّم من شأن السيادة الوطنية ويقوّي أواصر التوحُّد والانتماء. إن إصرار بعض القوى السياسية على اعتماد الانحراف في منهج التفكير سيعود على تلك القوى بردّة فعل جماهيرية رافضة وغاضبة، ولن تكون مقبولة بأي حال من الأحوال؛ ومن أجل ذلك على الجميع التعقُّل والكف عن استخدام الغواية والعودة إلى جادة الصواب، ويكفي ما قد حدث من الدمار الذي أتى على الأخضر واليابس، ومادامت الفرصة من الشعب متاحة فعلى تلك القوى الإسهام في إعادة إعمار اليمن والانطلاق نحو التسامح والتصالح من أجل مستقبل الأجيال بإذن الله. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر