الفكر المستنير الذي يعزز من الوحدة الإنسانية وينفر من الحقد والكراهية وينبذ العنف والإرهاب ويقوي الروابط الاجتماعية ويمنع توسيع دائرة الاختلاف وينصف الناس ويحترم الحقوق والحريات ويحترم الدماء والأعراض والأموال, وهذا ما جاء به الإسلام عقيدة وشريعة الذي كفل حق الحياة الكريمة للناس كافة ووضع حدوداً شرعية وأمر بالالتزام بها ونهى عن مخالفتها وحرم الظلم وشدد على ضرورة الالتزام بالعدل بين الناس. إن الممارسات التي تظهر من بعض القوى قد تجاوزت الحدود, الأمر الذي ينبغي معه ضرورة العودة إلى جادة الصواب والكف عن الفجور في الخلافات والعمل على منع التنشئة المعقدة والاستخدام المسيء لمفهوم الغاية تبرر الوسيلة, لأن الحياة السياسية القائمة على الانحراف في منهج التفكير لا تحقق سوى رغبات الأشرار الذين يصرون على تدمير الانسانية. إن المجتمع اليمني منذ فجر التاريخ اتصف بالحكمة والإيمان وطيبة القلب ورقة الفؤاد وكل مكارم الأخلاق, ومن أجل ذلك فإن الفجور والخروج على الحدود الشرعية ليست من صفات المجتمع اليمني على الإطلاق ومن يقل غير ذلك فإن عليه بالعودة إلى تاريخ اليمن ليدرك مكانة إنسان اليمن في الكتب السماوية والسير التاريخية وسيجد أن الله قد حفظ لهم مجدهم وتاريخهم في القرآن الكريم وجاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فأفاض بالخير الكثير على مكارم أخلاق أهل اليمن. إن الحفاظ على تاريخ اليمنيين بات اليوم واجباً إنسانياً ومن باب أولى أن يكون اليمنيون هم الأكثر حرصاً على هذا التاريخ والالتزام بمكارم الأخلاق والانطلاق من جوهر الاسلام عقيدة وشريعة فهي الطريقة المثلى للحفاظ على التاريخ اليمني المشرق الذي تفاخر به الأجيال القادمة. إن ما حدث في الماضي لايقدم صورة مشرفة بل يضع صفحة داكنة يزداد سوادها كلما زادت المكايدات وانتشر الفجور بين القوى السياسية وساءت الأخلاق وتجاوزت القوى السياسية مكارم الأخلاق ولم تدرك الإيمان والحكمة ومن أجل ذلك نكرر الدعوة للقوى السياسية بضرورة الكف المطلق عن الإساءة إلى تاريخ اليمن والامتناع المطلق عن الممارسات الفاجرة والاتجاه صوب السلم والشراكة لإنجاز المهام الوطنية الكبرى لصناعة يمن جديد بإذن الله.