إنفجار في إب..اغتيال في تعز.. اختطاف في عمران.. لغم في صنعاء.. نسف في صعدة.. قوارح في عدن.. ذبح في حضرموت.. سرقة في لحج ..قتل في ذمار ..حرائق في الحديدة.. سفن عاطلة في باب المندب.. طرائف فقدت القدرة على التمسخر..أحزان فقدت قوة التأثير..! كلمات مثل القنابل.. تنفجر كل صباح.. تاركتنا لبقية اليوم نسير من بين رماد اليأس.. متخبطين تارة بين القنوط وتارة بين غياب الرجاء.. *** اليأس ..القنوط.. غياب الرجاء...ثلاث كلمات لكلمة أساسية مصدرها اليأس.. تلك الكلمة الفظيعة والتي تحمل معنيين، الأول يقود إلى ظلماتها السحيقة حيث التراجع والتقهقر والألم، والثاني يقود إلى نقيضها.. وهاهي الأيام الأولى للسنة تطفو على بحر الزمن الهلامي كأنها مركب يبحر في يبحر يتلاطم وتلك الكلمة الطيبة والشريرة في آن معاً إحدى ركابها المحظوظين بمقعد دائم.. الركاب في المركب أناس من مختلف المشارب والتلاوين والأطياف السياسية لكن “المختلف” ورغم التناقض كثيراً ما يجمع ..اجتمعوا على اليأس.. فاليأس رفيق الكثيرين.. يزداد عمقاً كلما أخذوا منه.. رغم هبوب رياح الفرح على بعضهم إلا أنه المسيطر.. لا أحد قادر على التخلص منه.. لأنه ليس رجلاً كالفقر حتى يتشجع أحدهم ويقتله وليس بشرياً حتى يدفعه أحد الركاب لخارج المركب...إنه كلمة سحرية.. ترافق الجميع على نفس المركب.. في رحلة ستستمر للعام القادم. لكن هل سيستمر الركاب في الإبحار مع اليأس أم أنهم سيفضلون الانتحار رمياً بأنفسهم من المركب وهل سيصل المركب مع اليأس فقط.؟ *** قصة حدثت في إحدى زوايا المركب قديماً تفضح كما هو هذا اليأس قادراً على إحالة حياتنا لجحيم لا يطاق.. لص يئس من الحصول على الطعام.. دخل داراً غادرها أصحابها مسافرين للمركب.. فلم يجد ما يسرق غير دواة مكسورة, فكتب على الحائط: عز عليّ فقركم وغناي. [email protected]