تقلبات مجتمعية نهاية منتصف القرن الماضي أدت إِلَى ظهور مصطلح عجائبي اسمه «الحداثة»، والتي وصفها بائع شاي بأنّها «جريندايزر», إشارة إِلَى المسلسل الكرتوني الشهير، والذي يتناول قصة صراع الإنسان مع مخلوقات فضائية بسلاح رجل فضائي..! تقلبات أخرى ظهرت في الثلاثة العقود الأخيرة مثل ظهور الجماعات الجهادية.. التفجيرات.. الاغتيالات.. الذبح الجماعي..الثورات غير المكتملة.. أدت إِلَى ظهور مصطلح أكثر من عجائبي «ما بعد الحداثة»، وما بعد الحداثة ببساطة تعني أن يترك المثقف المجتمع لشأنه.. ينسحب من دوره الطبيعي في بناء المدن لصالح تركها تنمو من تلقاء نفسها من دون تدخّل! لماذا تقهقر المثقف واستسلم لمعنى ومضمون هذا المصطلح؟ ..هل هذا يعود إليه كونه مطلق هذا المصطلح.. بالتأكيد لا .. ومرد ذلك بأنه لم يعد له دور ملموس في مواجهة طغيان السلاح والعنف والجريمة المنظمة والنزوع نحو الهوس الديني سوى الاستسلام لمصطلح غرائبي كمصطلح ما بعد الحداثة يترك المدن تنمو من تلقاء نفسها من دون أن يتدخّل، وكأنه يعيش في كوكب آخر..يشبه كوكب «جريندايزر» يسمّى كوكب «فليد». [email protected]