في المحصلة النهائية نقول: هذا شعب يعاني كل الويلات, وهو, إلى ذلك, حالم بتحقيق الاستقرار السياسي وتحسين أوضاعه الاقتصادية, ويطمح إلى نهضة في التعليم والتنمية والخدمات الأساسية التي تسعد بها أغلب شعوب الأرض, والكل يعرف أنه شعب تسكنه روح حضارية وإن كان متأخرًا ماديًا, وهذه الروح هي التي تجعله شعبًا لا يكنُّ عداءً لشعب آخر, لا للجار ولا للبعيد, ولا للشقيق ولا للصديق, كما أن هذه الروح تجعله إنسانًا مقبولاً يأنس إليه الآخرون, أو بتعبير بعض العاميات العربية (هو إنسان مهضوم), ويصر على التفاؤل مهما كان حجم الأزمات. هذا كله يضع أمام النخب اليمنية وكل الوجوه التي تتصدر المشهد السياسي وكل من له تأثير من الدول الشقيقة والصديقة؛ يضع أمامهم مسؤولية أن ينظروا بعمق إلى هذا الشعب, ويدركوا ما يحتاجه لكي يستقر وتتعايش تناقضاته مع بعضها, فلسنا الشعب الوحيد الذي تتعدد رؤاه وتتقاطع تياراته, ولسنا الشعب الوحيد في المعاناة من الفقر وشحة الموارد, ولسنا الشعب الوحيد الذي يعاني من وجود الأشخاص والجماعات التي تتطرف في التعبير عن قناعاتها الفكرية وتحمّل الواقع ما لا يحتمل .. نحن لسنا بدعًا بين الشعوب .. لدينا من القدرات ما يمكن أن تحقق لنا واقعًا مستقرًا .. الأمر يحتاج فقط إلى أن تعوا مسؤوليتكم التاريخية في أن يستقر هذا الوطن وتسكت آلة الحرب ليرى طريقه الواضح إلى النهوض والتنمية الكفيلة بمعالجة كل ما يعانيه من مشكلات اقتصادية. استقرار هذا الشعب وتعايشه وتصالحه وتحريك عجلة التنمية فيه؛ مكسب له وللإقليم وللمجتمع الدولي برمَّته .. لا ينبغي أن تخطئوا الحسابات في كل مرة لنظل في صراع متجدد. العقل والمنطق والتفاهم والحوار هي مفاتيح الحلول النهائية التي تنتشل هذا الوطن مما هو فيه, وبدون ذلك سنظل (شبابة) تتداولها شفاه متعددة لتعزف المأساة التقليدية التي لم يأذن لها أبوها أن تبرح الأرض اليمنية. هذا ما عسانا أن نقوله في خضم هذه الأزمات المتلاحقة .. كلكم باتجاهاتكم وانتماءاتكم تحملون مسؤولية تجاه هذا الشعب, فكونوا عونًا له, ولم يعد ثمة مجال لأن ترحّلوا مشكلاته, فانتم ترونه اليوم منهك الجسد متخن الجراح مشتت الأفكار, فهلا أدركتموه؟! [email protected]