الصدق خلق الأنبياء والمرسلين، وهو علامة على الإنسان السوي والقلب الطيب، فالإنسان الملوث في روحه الخبيث في نفسه لايتصادق مع الصدق بل هو يهوى الكذب ويعيش معه في معاملاته وحديثه وعهوده وبيعه وشرائه وحركته بين الناس حتى يسمى عند الله كذاباً، والكذب علامة النفاق، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار. أما الإنسان السوي طاهر النفس الصالح فإنه يعشق الصدق ويعتبره رفيقه ويتعامل به كما يتعامل الحي مع التنفس والهواء، فهو لا يحيا إلا بالصدق ولا يعيش إلا بالصدق وكلما صدق كلما انشرحت نفسه وأحبه الناس وأحبه الله وكان طريقه إلى الجنة على جناح الصدق أقرب الطرق.. لأن الصدق يحمل معه مجمل الأخلاق الكريمة مثل الأمانة والوفاء والرحمة والتواضع، والإنسان يتماهى مع الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وقد قال صلى الله عليه وسلم«عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ، وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً». إذاً علينا أن نعرف أن الصدق ينمو بالصدق والبعد عن الكذب والكذب ينمو بالكذب ويبدأ بكذبة ثم بكذبات ثم إدمان مثله مثل المخدرات التي تنمو بالتعود والإدمان ومن هنا يتضح ضرورة أن نتعامل مع الكذب والصدق بجدية مصيرية لأنها تصنع الإنسان كما تصنع المجتمع فالصدق ينشئ فرداً صادقاً ومجتمعاً صادقاً تتعمق فيه الثقة ..والثقة هي روح المجتمعات وقوتها بينما ينشئ الكذب شخصاً مراوغاً فاسداً يفسد المجتمع وتنتشر الخيانة بعمومها وتغيب في المجتمع الثقة و يترسخ الشك، وانعدام الثقة هو ما يضعف المجتمعات ويجعلها مجتمعات بدون ممانعة ولا مناعة ...تخترق من كل الأمراض والأوبئة الأخلاقية والاجتماعية. إن الكذب بوابة الدمار المجتمعي بينما الصدق أساس النجاة للفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة وشر الكذب هو كذب الساسة والحكام وخير الصدق هو صدق القادة والحكام والساسة. وإذا أردت ان تعرف المجتمعات الفاشلة والبائسة فعليك أن تنظر إلى حكامها لتجد أنهم يكذبون كما يأكلون ويشربون ، وهؤلاء لايصلحون أن يكونوا قادة ورواداً، فكما قيل (الرائد لايكذب أهله ) ونحن مصيبتنا مع الرواد والقادة أنهم يكذبون وهذه من أم المصائب بينما صدق الحكام والقادة يثمر خيراً ومشاريع واستقراراً ومحاربة للمفاسد. صدق الحكام والقادة يثمر عدلاً كنتيجة مباشرة للصدق وقد قيل (عدل الحكام ولا خصب الزمان ) لأهمية صدق الحكام والقادة على حياة الناس اليومية واستقرار الشعوب. إذاً الصدق والكذب قاعدتان نقيضتان للأمان والاستقرار أو للخوف والدمار. الصدق والكذب يرتبط بحياة الإنسان سعادته وشقائه أفراداً وشعوباً في الدنيا والآخرة..وجمعتكم مباركة. [email protected]