حسناء الحارة كانت شاهدة حال على أوضاع البلاد والعباد؛ لكنها كانت شديدة الملاحظة والمتابعة لما يحيط بها من تقلّبات، وكانت الشواهد والمشاهد علامة فارقة في هذا الباب؛ ذلك أن تلك الشواهد والمشاهد عكست كامل المرايا الحياتية بأشكالها المحدبة والمقعّرة، وكان بيت سكنها عتبة انطلاق كبرى في تلك المشاهدات. بيت أهلها كان مهدّداً دوماً بالانهيار؛ لأنه بُني وفق أصول أوروبية علمانية، وهذا النمط من البناء يتحوّل مع الأيام والسنين إلى وكر للشياطين والأرواح الشريرة التي تنسجم مع نمط العمارة العلمانية المارقة. هذا ما كان يقوله أحد كبار عارفي الحارة ممن يتوسّلون كتب «الأوفاق» والنجوم، للإجابة عن كامل الأسئلة الميتافيزيقية المحيطة بالحائرين الضالين، ممن يسكنون بيوتاً لا تنسجم مع عاداتنا وتقاليدنا غير الضالة..!!. حسناء الحارة لم تكتفِ بمعاينة تركيبة المنزل العدني المتمرّد على العادات والتقاليد؛ بل أيضاً الساحة الخارجية المحيطة به، هنالك حيث بقايا سرير الأسلاف الخشبي المنهك، والذي استحال بفعل عوامل التعرية إلى بقايا مواد خشبية أركولوجية متناثرة. هذا السرير المتهالك سيتحوّل بعد حين إلى قضيّة كبرى في محكمة العدل الدولية، وستكون الفاتنة الحسناء أول متّهمة بالسكوت على سرقته المعلنة، لنشهد معاً معقول اللا معقول في حياتنا. غداً سنتحدّث حول هذا السرير الذي ملأ الدنيا وشغل الناس..!!. [email protected]