عندما تقرر الإدارة المحلية وتتبعها بمتابعة في تنفيذ القرار، ينعكس مضمون القرار إيجابياً على الخدمات العامة، أتذكر أنني كتبت مقالاً قبل شهرين في 10 / 12/ 2014م بعنوان «على طاولة مدير شرطة السير والوكيل الهياجم»عن عدم التزام سائقي الباصات بتسعيرة أجرة الباصات حينها، كما كتب أيضاً بعض الزملاء عن الموضوع نفسه في صحف أخرى، ولم تمر عشرة أيام إلا وقد التزم السائقون بالتسعيرة الجديدة (خمسين ريال) للمشوار الواحد، وذلك لأنه تبع القرار نزول ميداني من قِبل شرطة السير تلزم السائقين ومندوبي الفرزات بالتسعيرة وعدم تجاوزها، ومع أنه مازال بعض السائقين في بعض الخطوط غير ملتزمين، إلا أن بعضهم إن لم يجد عشرة ريالات لإكمال الباقي يعتذر قبل أن يرد الأربعين الريال، وهذا دليل على أن القرار يحتاج إلى قوة تنفيذ، مالم سيظل حبراً على ورق، وهذه المتابعة لتنفيذ القرار تعكس أهمية قوة الإدارة المحلية وحزمها، واحترام القانون وهيبة الدولة. لفت نظري خلال الأيام الفائتة مروري ببعض أسواق تعز ومنها سوق الجملة -الكائن وسط المدينة- لبيع الملابس والإكسسوارات والأقمشة والأدوات المكتبية...إلخ، لفت نظري تلك القمامة المتكدسة في سوق الجملة، أغلبها من الأكياس والكراتين، وهذا يعكس عدم متابعة صندوق النظافة لهذا الشارع الذي يقع فيه سوق الجملة والذي يمتد من الباب الكبير حتى شارع جمال، مع أن هذا الشارع مزدحم جداً لوجود شرائح مختلفة فيه من البسطاء الذين يبحثون عن العينات الأرخص ثمناً لشرائها، وأيضاً التجار الصغار الذين يبحثون عن بضاعة للأرياف، ومن يبيعون ويشترون من القاطنين في المدينة نفسها، إلا أن الشارع على ما يبدو لا يقع تحت طائلة المتابعة من قبل صندوق النظافة، ولا يوجد اهتمام من أصحاب المحلات في تنظيف أمام محلاتهم وعدم رمي مخلفات البيع من كراتين وأكياس في الشارع. أتذكر أنني قبل ثلاثة أشهر مررت بالشارع نفسه مع فريق عمل وكنا برفقة أساتذة غير يمنيين، شعرت بالخجل ونحن نمر بين تلك الأكوام من القمامة، وعلق أحدهم: لماذا عندكم تهتمون بالشوارع الرئيسية فقط وتتركون مثل هذه الشوارع تغرق بالقمامة؟ لم أجد رداً مناسباً يبرر عدم الاهتمام بشارع حيوي ومزدحم مثل هذا الشارع، لكنني قررت المرور في الشارع أكثر من مرة قبل أن أكتب، فقد تكون تلك المرة التي مررت بها برفقة فريق العمل كانت القمامة مكدسة نتيجة لظرف طارئ، لكن الحقيقة المزعجة أنني مررت فيه مرات عديدة في الفترة السابقة والوضع كما هو، قمامة مكدسة والشارع ضيق ومزدحم بالمارة وبالبائعين، فلماذا لا يقع هذا الشارع بالذات تحت طائلة المتابعة من قبل صندوق النظافة وإلزام أصحاب المحلات بعدم رمي مخلفات البيع في الشارع؟. [email protected]