ظل مطلبنا لسنوات سواء عبر الصحافة أم ضمن توصيات المؤتمرات النقابية واللقاءات الفنية والثقافية التي كانت تُعقد طوال السنوات الماضية هو إنشاء كلية للفنون والتراث الشعبي في جامعة صنعاء أو على الأقل إنشاء قسم للفنون ضمن إحدى الكليات العلمية، وكذلك إنشاء كليات للفنون في محافظات أخرى كحضرموت وتعز وعدن؛ وبالفعل بدأت الجامعات في تلك المحافظات بتأسيس أقسام للفنون عدا جامعة صنعاء «أم الجامعات الوطنية» ولا نعلم سبباً وجيهاً لذلك وبالتأكيد الجواب الشافي لدى الجهات المعنية. ولا شك أن اليمن في عصر المنجزات التنموية التي ننشدها في ربوع الوطن الحبيب أنشأت عدداً من الجامعات في محافظات الجمهورية، وأضيفت إليها بعض الكليات تلبية للحاجة الفعلية لبعض التخصّصات. وتحقّق جزء مما طالبنا به وتمنّيناه وأنشئت كلية للفنون الجميلة في جامعة الحديدة، وتلك بادرة طيبة وفريدة وفي إطار المنجزات التعليمية. وكل ذلك يتحقّق رغم الظروف الصعبة والتحدّيات على كافة الأصعدة المحلّية والإقليمية والدولية التي تلقي بظلالها على الأحوال الاقتصادية والسياسية في اليمن وفي المنطقة العربية، رغم تلك الظروف لايزال أبناء اليمن يتطلّعون إلى تنامي المسيرة التنموية بشكل مستمر، ومضيّها بعزم وثبات أمام التحدّيات دون تعثر؛ أياً كانت سواء داخلية أم خارجية. وستظل اليمن صامدة قويّة بإرادة وإخلاص أبناء شعبها وعزيمتهم ووحدتهم المصيرية، ولهذا فنحن واثقون بعون الله بتواصل تحقيق المنجزات في جميع المناطق اليمنية، وننتظر في هذا الإطار أن تُكرّم صنعاء العاصمة التاريخية، مدينة الفن والجمال والحضارة، قلب اليمن الميمون بإنشاء كلية للفنون، وأن يعمّم إنشاء هذا المنجز العلمي المتميّز في محافظات أخرى كحضرموت وتعز وعدن؛ حتى تُتاح الفرصة لجميع أبناء الوطن للدراسة الأكاديمية لمختلف المجالات الفنية بالأساليب العلمية المتطوّرة في سبيل إثراء الساحة الفنية والعلمية في يمن الحضارة بالكوادر الفنية من المبدعين المهرة، والعلماء ذوي القدرة المعرفية والخبرة، فحضارات الشعوب تُقاس عادة من خلال فنونها وثقافاتها ومواكبتها للتطوّرات العلمية والمعرفية في جميع المجالات الإبداعية. كما أن تلك المنابر العلمية ستسهم في عملية تواصل الأجيال من المبدعين والمثقّفين في المجالات الإبداعية المختلفة، الذين يمثّلون الضمير الحي للأمة ووجدانها وطليعتها من الصفوة، والذين يحملون على عواتقهم مسؤولية النهوض بالفنون اليمنية كافة، والعمل على تطويرها بالطرق العلمية، والمحافظة على هوّيتها وخصوصيتها اليمنية العربية، في ظل ما تواجهه الثقافة والفنون العربية من تحدّيات كبيرة تحاصر التراث الحضاري للأمة وتهدّد الهوية الثقافية العربية بصورة سافرة. نظراً لذلك فثقتنا بلا حدود في الصفوة العلمية والثقافية بيمن الحضارة والإبداع وكذلك في المستنيرين بالقيادة السياسية الذين يدركون أهمية هذه المجالات العلمية والإبداعية، بأخذ زمام المبادرة واتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق هذا المنجز العلمي في صنعاء مدينة الفن والجمال والتاريخ العريق والتي تمثّل تُحفة فنية معمارية فريدة وملتقى كل أبناء الوطن، لتضاف إلى العديد من المنجزات في مختلف المجالات التي تتحقّق على التوالي في ربوع اليمن أرض الحضارة والتاريخ العريق والعلوم والفنون المتقنة والشعبية، وتلك هي القضية. [email protected]