المسيرات الضخمة التي خرجت في ذمار خلال الأيام والأسابيع الماضية أثبتت أن الانقسام والصراع ليس مناطقياً ولا مذهبياً، بل صراع سياسي بامتياز، وقد عبّرت شريحة مهمّة في ذمار عن رفضها للانقلاب الذي نفّذه «أنصار الله» على العملية السياسية وكل التوافقات الموقّعة بما فيها مخرجات الحوار ووثيقة السلم والشراكة. وأرسل أبناء هذه المحافظة الأبيّة رسالة يمنية وطنية مفادها أن محافظة ذمار وغيرها من المحافظات الشمالية ليست ولن تكون أداة في يد شخص أو تيّار سياسي أو مذهبي أو مناطقي، وأنهم يشتركون في رأيهم السياسي المعارض ل«أنصار الله» مع الكثيرين من أبناء المحافظات الأخرى ومنها مأربوعدنوتعز وحضرموت وإب وأبين والحديدة وغيرها من المحافظات. رسالة ذمار يجب أن تجد صدىً لها في كل المحافظات، وأتمنّى من البعض الذين خرجوا في مسيرة بتعز مردّدين شعار «لا زيدية بعد اليوم» أن يخجلوا من أنفسهم ويراجعوا خطابهم ونفسهم الطائفي المقيت، وعليهم أن يعرفوا أن المطالبة بالحريّة والمدنية لا تتعلّق بمذهب أو منطقة؛ إنما بالوعي والثقافة، وأينما حلّ الوعي والثقافة؛ تمكّنا من بناء الدولة التي نحلم بها جميعاً. من يغادرون المحافظات الشمالية أو يغادرون اليمن ليمارسوا المعارضة إنما يبثّون اليأس في قواعدهم ومحبّيهم ويدفعونهم إلى البقاء في المنازل، ومن ينقلون الصراع إلى مربّع المناطقية أو المذهبية إنما يخدمون «أنصار الله» بطريقة أو بأخرى، ويدفعون الكثيرين من البسطاء في تلك المنطقة إلى الالتحاق بهم. يجب أن تتوحّد الشعارات في كل المحافظاتاليمنية، وأن يطالب الجميع بدولة النظام والقانون، ودولة المواطنة المتساوية، ودولة المؤسّسات، وأن نكون صفّاً واحداً لمواجهة سُلطة المليشيات، سواء مليشيات «أنصار الله» في صنعاء وبعض المحافظات الأخرى أم مليشيات الرئيس هادي في عدن وغيرها من المدن الجنوبية، أو مليشيات الإخوان في مأرب وفي تعز إن كان لايزال لها وجود. ومن هنا أوجّه دعوة إلى الجميع، سواء الذين في قطر أم في تركيا أو في القاهرة أو بيروت للعودة إلى صنعاء، ولنشارك جميعاً في المسيرات وفي الحراك السياسي الرافض للخيارات الأحادية التي قام بها «أنصار الله» خلال الأشهر الماضية. فصنعاء يمنية وليست حوثية ولا زيدية. [email protected]