ثالثاً: استولى هاجس توريث رئاسة الجمهورية على المنظومة الذهنية لعلي عبدالله صالح الضحلة والمصابة بفيروس الضغينة العميقة والخائف من العقوبات جرّاء ارتكابه جرائم جسيمة وعظيمة بحق الأفراد وبحق الجماعات السكانية في كل أرجاء البلاد، وانتقل هذا الهاجس أوتوماتيكياً إلى متن علاقته الأسرية والقروية بعلي محسن الأحمر، قائد الفرقة أولى مدرع، وقائد المنطقة العسكرية الشمالية والغربية، وتبادر إلى ذهنه المريض وحواسه المرتجفة أنه من الضرورة بمكان تصفية غريمه والمنافس الأقوى له ولإبنه أحمد الذي أضحى بين ليلة وضحاها قائداً للجيش الخاص أو الحرس الجمهوري، والقوات الخاصة. وتأسيساً على هذه الهواجس وجّه منظومته الإعلامية لشيطنة علي محسن أمام الرأي العام المحلي وأمام أسرة بدر الدين الحوثي، ومن والاها من (التنظيم الهاشمي الجديد) تحت قيادة عبدالملك بدر الدين الحوثي، وخلق ثقافة عدائية بين علي محسن الأحمر والمدافعين عن أنفسهم في صعدة إبان المواجهات العسكرية الدامية، واعتبار علي محسن مصدر الشرور وقائد المواجهات العسكرية والعدو رقم واحد. ونجح علي عبدالله صالح في خلق جفوة بين علي محسن وأسرة بدرالدين ومن والاهم، كما تمكّن من خلق الفجوة بين الفرقة الأولى مدرّع والحرس الجمهوري والقوات الخاصة، وهي لم تعد منافسة لأداء الولاء القروي – القبلي بل خصومة مكينة وسباق محموم من أجل حسم المعركة الصامته بين علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر. رابعاً: تمكّن الخصمان علي عبدالله صالح، وعلي محسن الأحمر من الاحتفاظ بقواتهما في حالة صحية جيدة، وعمل كل منهما لاستقطاب الضباط إلى صفيهما إضافة إلى تمتين علاقاتهما بالدول الإقليمية والدولية واستخدام الخبراء الأجانب. كما أنهما نشّطا أجهزتهما الاستخباراتية للتجسّس وجمع المعلومات عن خطط كل منهما، وتصاعد العداء بين الطرفين بعد إحباط محاولة اغتيال علي محسن الأحمر وعلى خلفيات وتراكم الخصومة شن رأس الطغمة هجوم 23مايو2011م وشنّ أخوه علي صالح الأحمر ونجله وأبناء أخيه وشبكته العسكرية والأمنية الهجوم العسكري الكبير يوم الجمعة 3يونيو2011م. خامساً: إلى جانب الغطاء السياسي الذي منحته المبادرة الخليجية ومكّنته من الحضور في المشهد السياسي ووضعته معادلاً موضوعياً في المشهد السياسي، ووضعته معادلاً موضوعياً داخل العملية السياسية المحلية، وقدّمته كورقة إشكالية على النطاق المحلي والاقليمي والدولي منحته أيضاً تبرئة من الجرائم الجسيمة ضد المجتمعات اليمنية، أفراداً وجماعات، أقلية وأغلبية، وأسقطت عنه المساءلة والمحاكمة العادلة بشأن الحق العام والحق الخاص الذي لا يسقط بالتقادم، وأعفته من استرداد الأموال التي نهبها من الإيرادات العامة والإيرادات الخاصة التي كان يجنيها عبر إرهاب رجال الأعمال والمستثمرين. وهذه الاستمرارية شكّلت خطراً على الانتقال السلمي للسلطة والمرحلة الانتقالية وفي الصدارة محاولة إجراء اصلاحات داخل القوات المسلّحة والأمن المليشاوية، هذا الشخص رئيس الطغمة العسقبلية لايعرف ردّ الجميل بالجميل ولو بنسبة 5 % وقد ردّ الجميل الذي منحته قيادة المملكة وهي التي رفعته من (القاع ألف متر) بالتآمر عليها مع الطاغية صدّام حسين في أغسطس 1990م إذ كان دوره اجتياح شمال الجزيرة من جنوبها والالتقاء بجيوش صدام في حقول النفط. وردّ الجميل للشعب اليمني بوصفه له في اجتماع مع قادة قواته وزبائنه بأنه (شعب جبان) وحرّض أولئك القادة بعد فبراير 2011م على تدمير اليمن تدميراً شاملاً، وتدمير كل ماهو جميل في اليمن.. مثل هذه الذهنية السوداوية المريضة الممهورة بالضحالة الثقافية والقيمية هل يمكن التسامح معها؟. بكل تأكيد لاتستحق الأمان ولاتستحق الحصانة والتبرئة، فهو آتٍ من القاع الاجتماعي والقاع الثقافي ومن المحال شفاؤه من أمراضه المستعصية.