كلُّ من يستبدل “الهويّة الوطنية”بهويّة جماعة لا ينتصر حتى لمواطنته هو كفرد في إطار «الجماعة» أو الحزب. ومن يكابر بأفعاله قفزاً على ما يلتقّى فيه اليمنيون وتجاوزاً ولا مبالاة توجّهها مصالح عوائل وغايات شخصية ووصولية لحزب أو جماعة الهدف منها تحقيق مكاسب واستحقاقات في الوقت الضائع وعلى حساب المجتمع؛ إنما يقف ضد حق مجتمع وبلد في الحياة والاستقرار. ليس من حق جماعة أو حزب أو عائلة أن تراوح في عصبويتها في الترندح بالسلاح كما بالتعدّي على المواطنين العزّل في الجنوب يوجّهها رأس الفتن، وليس من صالحها أيضاً أن تبقى فوق الإجماع الوطني الحالم بالدولة واستقرار الحياة والأمن والمواطنة. لذلك نقول إن كل من يراوح في اللا مبالاة بحياة شعب بكامله وحقّه في استقرار الدولة ليبقي فحسب على خيار الصراع والاقتتال؛ فقد خان كل خيارات الإجماع الوطني وعقلانية الحوار والتعايش وسعى كما يسعى إلى تمزيق النسيج الوطني بالتحالف مع أس الفساد لاستمرار المآسي على الشعب والحروب والفتن الخارجية والداخلية. كما أن استنساخ ما كان قد سنّه سوء وفادحة تحالفات «صالح» السابقة من الأصوليات الدينية والقبلية والسياسية في الطرف الآخر أيضاً يكاد يتجاوز ما كان سبباً أيضاً لنتائج سلبية حصد ويحصد مخرجاتها اليمنيون حتى الآن قتلاً وقصفاً ومأساوية. فهل يتعقّل البعض وينشدون الحياة والتعايش بوعي وعقل ورؤية لإدراك أن قضية الدولة شأن مجتمعي، وأن المواطنة للجميع هي الخيار الأنجع والأكثر فاعلية ليعلو الصوت بعدل وإنصاف وتضامن واصطفاف للضغط في اتجاه ضرورة رسو اليمنيين إلى عقل الرأي ومدنية الخطاب لما يمكن أن يوصل إلى حقن دمائهم بحوار حقيقي وندّي بعيداً عن سطوة “التسلُّح” بمزاج وعنجهيات تتوهّم الضغط من موقع سلاح على اليمنيين فيما السلاح الذي تكدّس وتم تسوية غالبيته بالأرض هو في الأصل كان يعود لملكية مجتمع بكامله ومن دم قلب وعرق الشعب لا مجرد أفراد أو جماعات عصبوية أخذت تكدّسه وتتفيّده لمجرّد حماية مصالحها ونتيجة الأخطاء الفادحة في السياسات الشمولية التي انتهت للبحث عن جحور لها للاختباء؛ وكانت نتائج سياساتها جارحة وكارثية على الجميع..!!. [email protected]