تعد شواطئ محافظة حضرموت من اخصب واغنى المسطحات المائية بالاسماك عالية الجودة مما جعل صناعة الأسماك فيها تحتل اهمية خاصة ابتداء من الوسائل التقليدية المعروفة في الصيد الى الوسائل الحديثة وصولا الى انشاء مصانع لتعليب الاسماك و اخيرا استحداث مزارع لتربية الاسماك . * تعليب الاسماك وتحظى مصانع الأسماك في المحافظة بسمعة وشهرة دولية كبيرة اسهمت في إيجاد العديد من فرص الإستثمار أمام القطاع الخاص.. ففي منتصف سبعينيات القرن الماضي افتتح في المكلا مصنع الغويزي لتعليب الأسماك (قطاع عام ) بمساعدة من الإتحاد السوفيتي سابقاً ، و ظل المصنع إلى يومنا هذا يحتل موقع الريادة في صناعة تعليب سمك التونة و ذاع صيته في العديد من دول العالم و أصبحت منتجاته اليوم ذات شهره عالمية نالت على ضوئها العديد من الجوائز و الميداليات الذهبية من عدد من المحافل الإقتصادية الدولية. و بعد اعادة تحقيق الوحدة اليمنية أنشئ مصنعان لتعليب سمك التونه وهما مصنع الريان للمستثمر خالد سالمين بن هلابي ، ومصنع المكلا للمستثمر محمد عبدالقادر العمودي ، والذي أصبح انتاجهما يغزو السوق المحلية و دول الخليج و جنوب شرق آسيا و بعض دول الإتحاد الأوروبي . * نقلة نوعية و عقب النجاح الذي شهدته المحافظة في مجال صناعة تعليب سمك التونة وتغليفه تدخل حضرموت اليوم عالم تربية و استزراع الأسماك بتقنية حديثة تعد الأولى من نوعها في العالم العربي و ذلك بالإعلان عن إنشاء مشروع استثماري ضخم لزراعة وتربية الاسماك بحضرموت مناصفة بين مؤسسة الزبير للتوكيلات التجارية اليمنية وشركة (إيكومارس) الألمانية بتكلفة اولية قدرها 15 مليون يورو. تتميز هذه المزرعة بتغطية أحواضها لتفادي اثار عوامل الطقس مما يجعلها الاولى من نوعها في العالم العربي. يشير السيد/ نيلزريمان نائب المدير الفني للمشروع لوكالة الأنباء اليمنية/سبأ/ إلى إن الفكرة الجوهرية للمشروع حسب نظام (إيكومارس) هي التحكم في نمو السمك حيث أنها منشآت مغلقة لتربية أسماك ثمينة في السوق الدولي و بطريقة أخرى يمكن القول إنها صناعة من صناعات الثروة السمكية .. مبينأً أن الشركة تحمست للاستثمار في هذا المشروع في اليمن كون اليمن انطلقت إنطلاقة قوية نحو مجالات الاستثمار نظرا لموقعها الجغرافي المتميزبين أوروبا و جنوب شرق آسيا بالإضافة إلى التنوع الكبير في أسماك هذه المنطقة . ويصف نيلزريمان عمليات الإصطياد الجارية حالياً بأنها عمليات جائرة قد تؤدي إذا ما استمرت على هذا النحو إلى شحة مورد الأسماك وقد تؤدي إلى موت حرفة قديمة معروفة في المنطقة... وقال "ولكن بطريقة إستزراع السمك نترك المجال لهذه الحرفة أن تستمر ". واستعرض نائب المدير الفني للمشروع الخطوات الأولية التي شرعت بها الشركة منذ يناير 2005م والمتمثلة في دراسة مواقع متعددة في سواحل محافظة حضرموت لإختيار الموقع المناسب للمزرعة إلى جانب توفير المعلومات التي يحتاجها المشروع من طاقة ومياه وكافة الظروف المناخية المحيطة بالمشروع . مشيراً إلى أنه وبناء على هذه المعلومات التي جمعت تم وضع النظام والخطة لهذه المنشأة بمنطقة (شحير) 50 كيلومترا شرق مدينة المكلا .. و أعلن أنه ستبدأ قريباً و بالتحديد في يناير القادم 2007م عملية البناء للمنشآت التي ستصل إليها المعدات والآليات في مارس من العام نفسه والتي سيستغرق تركيبها ستة أشهر حيث يتوقع أن تصدر أول شحنة من أسماك المزرعة الواقعة على مساحة 8 آلاف متر مربع إلى الخارج في أكتوبر بانتاج اولي /500/ طن في العام قابلة للزيادة باتجاه أسواق دول الإتحاد الأوروبي وجنوب شرق آسيا واليابان والإمارات العربية المتحدة ، إلى جانب إنزال كمية من هذه الأسماك إلى السوق المحلية . * ضوابط بيئية وحول المواصفات الفنية والضوابط البيئية للمزرعة أوضح السيد / نيلز ريمان أن المنشأة التي ستقام بحضرموت ستتمتع بالمواصفات الفنية و التكنولوجية التي بنيت على أساسها منشأة مماثلة في ألمانيا تعمل منذ عام 2000م وأخرى في هولندا وهي تعمل منذ حوالي عام وهي ثمار 30 سنة من الأبحاث و العمل والتطوير للشركة في هذا المجال .مشيراً إلى أن منشأة حضرموت ستكون خاضعة للشروط الألمانية التي تعد أصعب شروط للحفاظ على البيئة في أوروبا . وأكد أن المياه التي ستخرج من أحواض المزرعة أثناء تجديدها ستكون غنية بالمواد البروتينية والأملاح ويمكن استخدامها في الزراعة وتربية الطحالب التي تدخل ضمن العديد من الأدوية إلى جانب استخدامها في زراعة الصحراء لتحويلها إلى مناطق خضراء.