- زيد الغابري .. الدول الصناعية الكبرى خاصة الصاعدة منها مثل : الصين والهند وكوريا الجنوبية والبرازيل وتايوان أصبحت نسبة التلوث في أنهارها خطيرة جداً حسب اعتراف الجهات الصحية فيها بما تسكبه مصانعها من المياه المشبعة بالمواد الكيماوية كالزئبق في تلك الأنهار والبحيرات العذبة ، ضف إلى ذلك الشواطىء البحرية ، وأصبح الناس في أزمة مياه شرب خانقة ، والهواء معتل ومثقل بالغازات الصاعدة من المصانع وعلى رأس ذلك ثاني أوكسيد الكربون ، مما أدى إلى توسع فجوة الأوزون بعشرات الملايين من الكيلومترات ، وقد أكد خبراء بريطانيون أن كارثة ستحل بالعالم بعد سنوات خاصة الدول الفقيرة والنامية مالم تنضم الولايات المتحدة إلى معاهدتي كيوتو وريودي جانيرو ، اللتان وقعتهما عدد من الدول الصناعية وغير الصناعية لحماية المناخ من التدهور ومعالجة الاحتباس الحراري المتفاقم ، والذي أدى على مدى الخمس عشرة سنة الأخيرة إلى ذوبان الجبال الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي لأول مرة في التاريخ. وأدى ذلك إلى ارتفاع نسبة مياه الأنهار خاصة الكبيرة وفيضانات قضت على الأراضي الزراعية ومحاصيلها الغذائية في كثير من الدول ، وأصبحت الدول التي كانت أمطارها شتوية تهطل فيها في فصل الصيف مصحوبة بالثلوج والعواصف والرياح الشديدة ، وكان من أبرز وأفدح ماشهدته الكرة الأرضية على سبيل المثال كارثة تسونامي قبل حوالي السنتين ، وتضررت منها بصورة رئىسية أندنوسيا والفلبين وتايلاند ودول أخرى في شرق آسيا والهند وبانجلاديش ، ووصلت آثارها إلى شواطئنا الشرقية مثل المهرة وحضرموت وجزيرة سقطرى ، وحدثت خسائر لم يلتفت إليها الرأي العام المحلي والعالمي في وقتها ؛ نظراً لانشغاله بمتابعة صور الدمار الهائل الذي حل بتلك الدول ، كما أن إعصار كاترنيا في الولايات المتحدة بعد ذلك بشهور قد قضى على مدينة شبه كاملة من حيث المباني السكنية والمنشآت ، وأما بالنسبة لعدد الضحايا فكانت التقديرات الأولية قد رجحت أن يتجاوز المليون ، إلا أن الإحصاءات الأمريكية ذكرت أن من ماتوا لايزيدون عن بضعة آلاف ، ولكن من بقوا على قيد الحياة لم تسوّ أوضاعهم من حيث بناء منازل جديدة لهم في نفس المدينة وتعويضهم عن الأضرار الأخرى. أوغلت في مقدمة الموضوع دون قصد ؛ لأن العنوان اقتبسته من أحد المجادلين ، الذي دافع عن التلوث في بلادنا لا بسبب المصانع ولكن باستخدام المبيدات الزراعية والكيماوية المحرمة دولياً ، والتي غيرت طعم ورائحة ولون الفواكه والخضروات ، وأحرقت بعض الأراضي التي كانت تزرع الأجود منها في العالم مثل العنب واللوزيات أوالمكسرات.. فقد أصبح استخدام المبيدات والمواد الكيماوية الممنوعة على نطاق عالمي استخداماً وتخزيناً بالقرب من الأحياء السكنية شائعاً ومتنامياً ، في الوقت الذي لم يعد خطرها خافياً على أحد سيما الذين يتعاطون القات ، والذين ينسب إلى بعضهم القول بأنه لاقات إلا بالبودر ، وهؤلاء إذا صح مانسب إليهم لايستحقون الذكر ، ولا يعتبرون من الناس العقلاء الذين يعرفون مايضرهم وينفعهم.