- أحمد قنبر .. حقاً إن القوة هي الفضيلة .. وإذا كانت الحياة صراع بين القوي والضعيف فإن الانسان يفضل القوة ويحبها ويحرص على المزيد منها، والناس يكرهون الضعف ويحتقرون الضيعف أيضاً « وكلامي هذا لا علاقة له بالعضلات وإبرازها في بعض التجمعات التي يتصدرها قبضتا ملاكم في استعراض واضح لمكامن قوته البدنية» لأني سأقول أن : الصبر قوة لأن الإنسان الصابر هو الذي يتغلب على صعوبات الحياة التي ينحني أمامها غيره من الناس.. والرحمة قوة : لأنها لا تجيء إلا من انسان قوي فالقوي هو الذي يرحم غيره من الضعفاء. والكرم قوة: لأن الانسان الكريم هو الذي يعطي ما عنده للآخرين دون ان يمن عليهم .. والقناعة قوة : لأنها تدل على ان الانسان قادر على ان يمسك نفسه ويستغني بما لديه عما لدى الناس، والتواضع قوة : لأن الانسان المتواضع هو الذي يشعر ان مكانته قوية وانه قوي بنفسه وانه ليس بحاجة إلى ان يظهر ذلك للناس والعفة قوة: لأن الانسان العفيف قادر على ان يمسك نفسه عن الذي لدى الآخرين .. والحلم قوة : لأن الانسان الحليم لا يغضبه ان يتطاول عليه الناس ويرى ان الغضب ضعف .. والحياء قوة: لأن الحياء يحمي الانسان من ان يتبذل ويترخص ويكون مستهاناً به من الآخرين .. والعفو قوة : لأنه دليل على قدرة الانسان في مواجهة إساءة الناس كأنها لاشيء. والعدل قوة: لأن العدل معناه المساواة بين القوي الذي يخافه الناس والضعيف الذي يخاف الناس .. والصدق قوة: فالانسان لا يحتاج إلى ان يخفي الحقيقة كالكاذب الذي يخشى الناس.. والزهد قوة:لأن الانسان الزاهد هو الذي يرفض ما يجده ولا يمد يده إلى ما في استطاعته ان يأكله أو يشربه أو يتمتع به .. بل ان احترام ضعف الآخرين قوة: لأن احترام الضعفاء مثل احترام الأقوياء فاحترام الضعفاء معناه أننا لا نحترمهم خوفاً منهم ولكن نحترمهم تقديراً لحالتهم التي لا دخل لهم فيها. تلك هي الفضلية في أعلى صورها .. أما الرذيلة فهي الضعف لماذا؟؟ لأن الرذيلة معناها ان الانسان يختصر الطريق إلى ما يريد وذلك عن طريق الغش والكذب أو السرقة والخداع وتزييف الحقائق!! ويخطئ من يتوهم ان الناس متساوون فهناك العظماء والناجحون وهناك التافهون والفاشلون .. وهناك الذين أعطاهم الله صفات عبقرية وقدرات إبداعية والذين لم يعطهم الله شيئاً. وفي هذا السياق فان الشيوعية قد افسدت القيم الأخلاقية .. وافسدت معاني العظمة أيضاً لأنها اقنعت الناس بأن العظمة هي من صنع المجتمع وان العظيم أو العبقري أو البطل هو « مندوب» عن الجماهير التي صنعته وهي التي تستطيع ان تهدمه .. ولا يزال أصحاب نظرية «الصراع الطبقي» يقاتلون بأسلحتهم الصدئة كي يهدموا السقف على رؤوسنا وأنَّى لهم ذلك.