وجهت إيران تحذيراً شديد اللهجة إلى إسرائيل، رداً على تقارير تحدثت عن أن سلاح الجو الإسرائيلي يجري حالياً، وبشكل سري، تدريبات بهدف شن هجوم خاطف بقنابل نووية دقيقة، على المنشآت النووية الإيرانية. وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني أمس الأحد، إسرائيل من مغبة القيام بأي عمل عسكري ضد منشآتها النووية، مؤكداً أن "الرد الإيراني سيلحق الندم بالمعتدين." ورد حسيني، في المؤتمر الصحفي الأسبوعي بمقر وزارة الخارجية، على سؤال بشأن احتمال شن إسرائيل هجوماً ضد المنشآت النووية الإيرانية، بقوله: "أي عمل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لن يبقى دون رد." وأضاف المسؤول الإيراني قائلاً: "إن المعتدين سيندمون سريعاً جراء عملهم"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا."واستطرد بقوله إن مثل هذه التهديدات "تدل على ضعف الطرف المقابل، ولن تؤثر في إرادتنا الوطنية، من أجل مواصلة أنشطتنا النووية السلمية"، إلا أنه استدرك قائلاً: "إذا ما طرأت ظروف خاصة، فإن طهران ستتخذ قراراتها، وفقاً لتلك الظروف." واعتبر حسيني أن إسرائيل "تشكل تهديداً للمنطقة، والأمن والسلام الدوليين"، مشيراً إلى اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، بامتلاك بلاده لأسلحة نووية. جاءت تصريحات مسؤول الخارجية الإيرانية، في إطار رده على تقرير لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، نشرته الأحد، نقلت فيه عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن سلاح الطيران الإسرائيلي، يدرس حالياً خطة لضرب منشآت نووية إيرانية. ونقلت "صنداي تايمز" أن إسرائيل تستعد لشن غارة ب"قنابل نووية ضعيفة الإشعاع"، على منشأة "ناتانز" لتخصيب اليورانيوم في إيران. وذكرت الصحيفة أنها اطلعت على الخطة الإسرائيلية، بعدما استنتج جهاز الموساد الإسرائيلي، أن إيران اقتربت من تخصيب ما يكفي من اليورانيوم، لإنتاج سلاح نووي في غضون سنتين. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن سربين من سلاح الجو الإسرائيلي، يتدربان في الوقت الراهن، على تنفيذ المهمة. وذكرت الصحيفة البريطانية أن القادة العسكريين الإسرائيليين قرروا استعمال السلاح النووي، لاعتقادهم أن الأسلحة التقليدية لم تعد تكفي لتدمير المنشآت النووية الإيرانية. وأضافت القول أن "مسؤولين إسرائيليين ناقشوا تلك الخطة، في عدة اجتماعات، مع مسؤولين أمريكيين." ووفقاً للخطة، التي كشفت عنها الصحيفة البريطانية، فإن الطائرات الإسرائيلية ستقصف التحصينات الإيرانية في موقع ناتانز بقنابل خاصة، لفتح خنادق بتلك التحصينات، على أن يتم بعد ذلك "توجيه قنابل نووية ذكية ضعيفة الإشعاع"، إلى تلك الأنفاق لتنفجر تحت الأرض، ل "تخفيف خطر انتشار الإشعاع النووي فوق الأرض." وإذا تم تنفيذ تلك الخطة، فستكون المرة الثالثة التي يتم فيها استعمال القنابل النووية في عمل حربي، بعد قنبلتي هيروشيما وناغازاكي، في أغسطس/ آب عام 1945، قبل قليل من نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد نفى مسؤول إسرائيلي كبير تقرير الصحيفة وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن "هذه معلومات سخيفة تأتي من صحيفة عرفت في السابق بالعناوين المثيرة التي اثبتت عدم صحتها في النهاية". واضاف ان "التفكير بأننا سنشن هجوما على ايران بقنبلة ذرية ونقوم بكشف الهجوم مسبقاً للصحيفة، أمر يثير الضحك". وتابع المسؤول نفسه إن "السياسة الإسرائيلية في هذا الملف التي دعا اليها ارييل شارون ويتبعها رئيس الوزراء الحالي ايهود اولمرت لم تتغير واسرائيل لا تنوي ضرب إيران عسكريا". وأكد أن "الحل الذي ندعو إليه بالتفاهم مع الأسرة الدولية ، هو فرض عقوبات على إيران".