- شكري الحذيفي كلما اقترب موعد استحقاق خارجي للكرة اليمنية سواء منتخباتنا أم أنديتنا يصاب الرياضيون بالوجل، ويتلبسهم الخجل.. ومن تجاربهم السابقة لمشاركاتنا «المتلتلة» يكيفون أنفسهم على الفواجع والمواجع.. فهم ما عادوا يؤملون بأن القادم أجمل، لسبب بسيط.. هو أن الواقع الرياضي ليس كذلك، ومشاركاتنا للسنوات العشر الأخيرة ليس فيها «ما يبيّض الوجه» إلا منتخب الأمل الذي حطم أكذوبة كنا نلوكها صباح مساء أننا بلا إمكانات وأن شبابنا كلهم من فئة «قانا شاقضّي، ولا الغلائب» !! وخلال شهر مارس الجاري سيخوض الهلال الساحلي، والصقر الحالمي مشاركتيهما الآسيوية، وهما منذ القراءة الأولى لنتائجهما في الدوري اليمني، يصيبان المتابع بالحيرة.. حيث يختزلان أكبر عدد من لاعبي المنتخبات في ناديهما ويتمتعان بدعم مادي جيد جداً.. وفي صفوفهما محترفون أجانب من ذوي الخبرة الدولية، فما الذي يجعلهما يبتعدان عن الصدارة التي تمنح اللاعبين شحنات معنوية، وطاقة فعالة يحتاجانها في المعترك الآسيوي الذي سيجمعهما بأندية ذات سجل حافل بالمشاركات الإيجابية والإمكانات الفنية المتطورة ؟! الإجابة في نظري وليس تبريراً .. هي أن الفريقين الصقر والهلال منذ أجريت القرعة لبطولة كأس آسيا وهما يعانيان ازدواجاً في «الهم والغم» فأجهزتهما الإدارية والفنية تحسب كثيراً للاستحقاق الخارجي حساباً أعظم وعندها حق لكنه تسبب في النتائج الهزيلة وخاصة خسارتيهما أمام النصر الضالعي على التوالي «2/صفر» و«1/صفر».. كما أن لاعبيهما لعبوا بحذر خوف الإصابة التي قد تحرمهم من المشاركة الخارجية مع فريقيهما. قد يكون الصقر «النادي» يشارك في بطولة آسيوية لأول مرة.. وهذا ربما يكون صعباً وبداية تحتمل العديد من التخريجات والاستنتاجات والأحكام المسبقة.. وبالتالي فسيكون وقع المشاركة على جماهيره ومحبيه أكثر صعوبة وقسوة. ولكن إذا استعرضنا عناصر الفريق الصقراوي، سنستعيد رباطة الجأش، ونطمئن أو نتفاءل بأن أصفر تعز لن يكون سهل «شيه» أو اصطياده من الشباب اليوم.. صحيح إن المشاركات الإقليمية والآسيوية ترجح عادة الطرف الآخر المنافس لأنديتنا، قياساً بما يمتلكون من مقومات التفوق.. لكن المعادلة في كرة القدم أيضاً ليست قانوناً ثابتاً، ولا نصاً مقدساً أو قدراً محتوماً.. فكبوات الكبار يتسبب بها غالباً صغار الأندية والفرق المغمورة التي ما ان يتاح لها الفرصة لترى الأضواء.. إلا وتعمي أبصار وبصيرة أندية النجوم.. ثم ما تلبث أن تكون الفرق «الكادحة» عقدة للفرق «الذائعة الصيت» الغنية الجامحة، ذات النجوم اللامعة فتتهاوى وتتراجع عابسة كالحة. هذا أمل.. وتفاؤل.. وثقة ودعوة إلى المؤازرة المعنوية.. ولو بالقلب وذلك أضعف الإيمان.. ودعاؤنا متواصل للصقراويين والهلاليين بمشاركة طيبة وأن يبيضوا وجوهنا أمام العالم من أجل رياضة اليمن، وسعياً لتجاوز طور الاحتكاك الذي «قَرَش جلود الكرة اليمنية قرشاً».. ولطفك يارب .