أكد الدكتور/عبدالحميد الحسامي، أستاذ الأدب والنقد المساعد في قسم اللغة العربية بكلية التربية «النادرة» جامعة إب في محاضرته التي ألقاها أمس في منتدى السعيد بعنوان «الحداثة وما بعد الحداثة في القصة اليمنية» أن كتّاب القصة من جيل التسعينيات يتجهون في أعمالهم الأدبية إلى «اللا موضوع» والقصة في هذه المرحلة تتجه إلى الاهتمام بالمبنى وترك المعنى، وأنها لا تحمل في طياتها قضية أو رسالة، وتنهتك الخصائص المميزة للأجناس الأدبية، وتغيب هوية الجنس الأدبي، وهذه إشكالية من إشكاليات القصة في هذه المرحلة. وقال: إن كتّاب القصة هاربون من الواقع المفعم بالإنكسارات التي لا تدع أحياناً سبيلاً إلا اللجوء إلى الخيال والحلم واللا وعي. ودعا النقاد إلى تحمل مسؤولياتهم التنويرية في هذا الجانب، وتفعيل النقد في الواقع المعاصر للقصة والشعر والرواية وغيرها، وبذل الجهود لنقل المشهد النقدي من الأماكن المغلقة إلى التوعية العامة للشباب. وكان الدكتور الحسامي قد تطرق في محاضرته إلى تاريخ نشوء القصة اليمنية وروادها وملامح الحداثة وما بعد الحداثة في القصة اليمنية وتحديد هذين المفهومين وسرد السمات التي تتسم بها مرحلة الحداثة وما بعدها في القصة. وركز في ذلك على بروز تداخل الأجناس الأدبية في مضمون القصة واقتحام الشعر لها، وكذا الإيجاز الشديد الذي اتسمت به والهروب إلى اللا معقول، والاستخدام المفرط للجنس، بالإضافة إلى سمة التفكيكية التي حطمت الحواجز بين الأطر. وقدم الحسامي شرحاً مفصلاً لكل السمات التي ميزت مرحلة الحداثة وما بعدها.