عندما يفقد الإنسان الرغبة والحماس للعمل يصبح من الصعب الاستفادة من عطاءاته بأية منشطات خارجية، إن الفرد في حياته اليومية يواجه منغصات كثيرة تحد كثيراً من قدراته على العمل ولا تسير بالطريقة التي يريدها أو يرغب فيها ولكنه يصارع في أن يعطي الصورة المطلوبة مكرهاً حتى يحقق التوازن الداخلي لنفسه ولا يكون استثناءً بالنسبة للمجموعة الكبيرة التي ينتمي إليها. والكثير يهمل مسألة الحافز والدافع لدى الفرد ولا يحاول ثانية تنميته وتطويره داخل ذاته بحيث يسعى الفرد في أدائه للعمل تحت رغبة وإلحاح وحافز يكون هدفه وطموحه الدائم الذي لا يتوقف أبداً في مواصلة الطريق برغم ما تعترضه من صعوبات وعقبات وما يعيقه من حفر ومطبات. والحقيقة أن المجتمع بمؤسساته المختلفة يلعب دوراً أساسياً في إيجاد وتنمية دافع الرغبة والطموح لدى الفرد وحبه للعمل الذي لا يتوقف أبداً وذلك بالتشجيع والحث على المثابرة والأداء بدرجة متقنة. وكلما يضعف الدافع لدى الفرد يحاول المجتمع تقويته ببعض المنشطات الخارجية، ولكن أحياناً يضعف أداء تلك الأجهزة تحت أية ظروف أبسطها الكسل عن أداء الواجب المطلوب الذي ينعكس على أداء الأفراد إلى أقل درجة من العطاء والحماسة للعمل، وهنا يبرز الدافع داخل الفرد ذاته، حيث يتحرك من نفسه لإيجاد صياغة تعوض الذي خلفه غياب الدافع الخارجي، وقد يتحرك الفرد فعلاً بوازع ذاتي من واقع إحساسه بالمسؤولية ودوره الأساسي في البناء الذي لا يمكن فصله عن أداء بقية أفراد المجتمع كعضو في جزء كبير فعال وضروري لاستمرار الحياة اليومية، ولكن الذي يهمنا ألا يكون الحافز على حساب الواجب الوظيفي بحيث لا يتم القيام بأي عمل والذي هو جزء من دوام الوظيفة إلا نظير مكافأة بحيث تضيع مسؤولية الموظف أو العامل الذي يستلم من أجلها المرتب في زحمة المطالبة بحوافز مادية بحق ودون حق، وكأن المؤسسة التي ينتمي إليها الفرد أصبحت جمعية خيرية لتوزيع المعونات تحت مسمى المكافآت أو البدلات. ألم يحن الوقت لمحاسبة الضمير وعدم الإخلال بأمانة وشرف المسؤولية في مواقع العمل المختلفة حتى ننال رضا الله أولاً ومن ثم رضا ذواتنا؟. اتزان هناك أمور تفاجئ الفرد حين تأتي بسرعة دفعة واحدة بحيث لا تعطيه الفرصة للتفكير وتقليب الأمور من حوله، ومن هنا يكون الحذر عامل اتزان في درجة انضباطية عالية في مواقف الحياة المختلفة التي لا تخلو منها يومياً. عميد كلية التربية زبيد