تمثل شبكة الطرقات في أي بلد في العالم شرايين مهمة لرفد التنمية في كل جزء من أجزاء ذلك البلد ، وهذا مما لاشك فيه سيعود بمردودات إيجابية كبيرة على الاقتصاد الوطني في ذلك البلد بشكل عام ، وهذا هو توجه حكومة بلادنا وخاصة خلال الفترة الأخيرة ،حيث بدا واضحاً للعيان اهتمامها بإرساء شبكة متميزة من الطرقات تربط المحافظات ببعضها البعض لاسيما تلك المحافظات التي من السهل ربطها بطرق توفر الجهد والوقت وتقدم خدمات كثيرة لمناطق متناثرة على جانبيها ظلت تفتقر للعديد من الخدمات التنموية في ظل افتقارها لطريق معبد يصلها بمركز المحافظة أو حتى على الأقل بمركز المديرية التي حالها لايختلف ابداً عن حال القرى التي تشكو وعورة الطرق وانقطاعها بين الحين والآخر بسبب الإهمال لها أو بسبب جرف السيول لها. وخير دليل على ذلك الطريق الذي تم التخطيط له منذ وقت ليربط مدينة تعز بمحافظة الحديدة من خلال مخطط ( الرمادة في تعز حيس في الحديدة) مروراً بمناطق وقرى كثيرة في مديرية مقبنة الآهلة بالسكان الذين هم بحاجة ماسة لهذه الطريق التي من خلالها ربما يحصلون على نصيبهم من المشاريع الحيوية والتنموية التي حالت صعوبة طرقهم الريفية دون وصول مثل تلك المشاريع إلى مناطقهم وقراهم إلاّ ماندر بسبب ظروف طبيعة مناطقهم الجبلية. ومن منظور آخر يراه الكثيرون ممن تأخذ طريق «تعز الحديدة» التي تمر عبر منطقة المفرق وهي الطريق القديمة والمعروفة لدى الجميع ، تأخذ الكثير من وقتهم وجهدهم بسبب طول المسافة التي تمر من خلالها عبر خط يمثل نصف دائرة ، فإنهم يرون أن خط «الرمادة حيس» يمثل توفيراً للوقت والجهد وغير ذلك إذ أنه الخط المستقيم الذي يعتبر أقصر مسافة بين نقطتين ، ويسيشهدون على ذلك بحركة سير الجمال والقوافل التجارية منذ فترة طويلة ، قادمة من مناطق تهامة المختلفة باتجاه مناطق تعز وعدن والعكس ، والتي كانت تتخذ من هذا المخطط مسلكاً لها لقربه وحركته التجارية بسبب اكتظاظة السكاني . إن ربط مديرية أو مدينة أو محافظة بميناء تجاري مهم كالحديدة يمثل قفزة نوعية متميزة على طريق التبادل التجاري والاقتصادي بشكل عام ، فنظراً لما تتميز به محافظة الحديدة من نشاط تجاري وصناعي وزراعي ومن ذلك الثروة السمكية الهائلة التي تمتلكها فإن ربطها بشبكة طرق سهلة وسريعة وآهله بالسكان سيعود بالنفع على عدد كبير من المناطق والمواطنين. وبالعودة إلى طريق «الرمادة حيس» فإن هناك تساؤلات عديدة حول تعثر العمل فيها منذ فترة طويلة وكأن العمل فيها يسير على ظهر سلحفاه «وياحبذا ذلك» ، ولعل التساؤل المهم الذي أوجهه للجهات المختصة ، أين الرقابة على الجهة المنفذة لهذه الطريق والتي تعمل على حساب هواها من حيث الجودة والسرعة في الإنجاز ؟ ولماذا يتم رصف هذا الطريق من اتجاه واحد هو اتجاه مدينة حيس وتجاهل الرصف من اتجاه مدينة الرمادة ؟ أليس ذلك من معوقات سرعة الإنجاز ؟!.