انتهج الأديب العربي الكبير طه حسين في كتابه «جنة الشوك» نهجاً أدبياً رفيعاً في التعامل مع النقد الآدبي بالرمزية والحوار كلون من الألوان الأدبية الطريفة.. قال الطالب الفتى ..لاستاذه الشيخ .. قال الشيخ لتلميذه الفتى ويمثل هذا الاتجاه الآدبي الحضاري الرمزي شكلاً من أشكال الحياة وواجهة أدبية رمزية مثلى في وسائل النقد البناء والهادف إلى صلاح الاعوجاج والشطط الأدبي. ويؤكد د/ طه حسين في كتابه القيم والهام «جنة الشوك» أن هذا الأسلوب الذي انتهجه من افضل الاساليب الفنية الملائمة للعصر الذي نعيش فيه عصر اضطراب الرأي واختلاط الأمر وانحراف السير الفردية والاجتماعية عن المألوف، وهذا يحملنا مهمة أدبية وخلق النقد القصير والهادف السريع والجاد والقوي. وحدد د /طه حسين لهذا التنوع من الادب الكثير من الخصائص والمميزات والتي من الضروري توفرها في الأدب ليكون أدباً شعرياً آخاذاً عميق الأثر في النفوس شديد الاستقراء للذوق وتتركز هذه الخصائص في النقد الأدبي القصير الذي يمتاز بالتألق والتأثير في وبحث أدبي مفهوم. وفي هذا الكتاب تحدث الدكتور طه حسين عن الشيء الإيجابي والجديد في هذا اللون من الوان الأدب الذي ينفرد باستخدام النثر لا الشعر ، مع أن الادب القديم لم يكن يعرف هذا الفن من الادب إلا منظوماً لا منثوراً فيما ظهر هذا اللون من الادب العربي قوياً خصباً في العراق اثناء العصر العباسي كما كانت نشأته الأولى في الادب اليوناني ثم في الادب اللاتيني اثناء العصر المجيد من عصور الامبرطورية الرومانية أما في الآدب العربي فقد كان ما اشرنا في العصر العباسي وكان الشعراء العرب الذين اهتموا بهذا الفن في البصرة والكوفة وبغداد امثال بشار وحماد ومطيع. هذا اللون من الادب استأثر بحب واعجاب الكثير من الأدباء اليمنيين ومنهم الأديب والمؤرخ اليمني الكبير المرحوم سعيد عوض باوزير الذي اعتبر هذا اللون في الأدب الحواري الرمزي شكلاً فنياً استهوى عدداً من المبدعين واشار الباوزير في كتابه الموسوم «الثقافة وسيلتنا إلى الكفاح» ، أنه برغم الاعجاب والاقبال اللذين لقيهما كتابه «جنة الشوك» منذ أن طبع عام 1945م لم يتطور هذا اللون ويزدهر ولم يحاول أحد من الادباء العرب أن يمضي في هذه التجربة التي بدأها د طه حسين بل أنه نفسه لسبب لانعرفه الوجدان وانصرف عن اشباع قرأئه بجديد هذا اللون والفن الرفيع الذي انفرد بالنقد الادبي السريع ، وخفة ودقة الالفاظ التي يجد فيها القارئ لذة العقل واللسان معاً. الأديب سعيد عوض باوزير استخدم هذا اللون من النقد الادبي في مقالاته الصحفية السياسية والادبية والاجتماعية التي نشرتها له صحيفة الطليعة الحضرمية 1959 1967م في عموده الاسبوعي من الخميس إلى الخميس ، بحوارية قال التلميذ لاستاذه .. قال الاستاذ لتلميذه وتميزت هذه المقالات بالنقد الأدبي الهادف والمألوف والجري ومن نماذج كتاباته الحوارية ماجاء في العدد 179 13 ديسمبر 1962م قال التلميذ لاستاذه هؤلاء الذين تآمروا لتقسيم فلسطين في 29 نوفمبر 1947م ثم اعترفوا بدولة العصابات بعد دقائق من إعلانها وزودوها بآلاف الملايين من الجنيهات والدولارات وامدوها بالأسلحة وشجعوها على العدوان علنياً وعادوا يتآمرون الآن على تصفية اللاجئين لمصلحة اسرائيل.. هؤلاء الذين جاهرونا بالعداء هل يمكن أن نتعاون معهم ونمد لهم يد الصداقة» قال الأستاذ لتلميذه: ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً له ما من صداقته بد