كان سقراط يعلم الناس في الشوارع والأسواق والملاعب، وكان أسلوب تدريسه يعتمد على توجيه أسئلة إلى مستمعيه، ثم يُبين لهم مدى عدم كفاية أجوبتهم، كان يؤمن بأن الأسلوب السليم لاكتشاف الخصائص العامة هو الطريقة الاستقرائية المسماة بالجدلية، أي مناقشة الحقائق الخاصة للوصول إلى فكرة عامة. ُقُدِّمَ للمحاكمة وُوجّهت إليه تهمة إفساد الشباب والإساءة إلى التقاليد الدينية، وكان يُلمحُ إلى أن الحكام يجب أن يكونوا من أولئك الرجال الذين يعرفون كيف يحكمون، وليس بالضرورة أولئك الذين يتم انتخابهم، وقد قضت هيئة المحلَّفين بثبوت التهمة عليه وأصدرت حكمها بإعدامه، ونفذ الحكم بكلِّ هدوء متناولاً كوبًا من سم الشوكران. سقراط.. فيلسوف ومعلم يوناني (399-469 ق.م) وُلد وعاش في أثينا، جعلت منه حياته وآراؤه وطريقة موته الشجاعة، أحد أشهر الشخصيات التي نالت الإعجاب في التاريخ. صرف حياته تمامًا للبحث عن الحقيقة والخير. ورغم أنه لم يترك أية مؤلفات، فقد عُرِفت معظم المعلومات عن حياته وتعاليمه من تلميذيه المؤرخ زينفون والفيلسوف أفلاطون، بالإضافة إلى ما كتبه عنه أريسطوفانيس وأرسطو. عن حياته العادية، حُكي أنه كان ملبسه بسيطًا، وعُرف عنه تواضعه في المأكل والمشرب. وتزوج من زانثِب التي عُرف عنها، حسب الروايات، أنها كانت حادة الطبع ويصعب العيش معها، وقد أنجبت له طفلين على الأقل.