بسبب الإرهابيين المفسدين في الأرض ينظر العالوم للمسلوم كأنه طاعون قاتل!! لقد اختلت الموازين لدى الإنسان إن في الغرب أو في بلاد الإسلام فأصبح الغرب ينظر لصناعة آلة الحرب التي تقتل الإنسان وتهلك الحرث والنسل وتدمر البنيان، أنها تصنع الحضارات.. وينظر للانحطاط والفساد الخلقي ونشر الرذيلة وصناعة وترويج المسكرات والمخدرات أنها ضمان للحرية.. وينظر لمعاناة المرأة وهي تتحمل فوق طاقتها في المصانع والمعسكرات وعلى البارجات العسكرية البحرية أنه تطور ومساواة للمرأة بالرجل.. وأصبح البعض في بلاد الإسلام ينظر للهمجية والدموية وقتل الأبرياء أنها عبادة يتقرب بها إلى الله!!.. كل أسباب تخلف الأمة ترجع إلى الفهم الخاطئ لنصوص الكتاب والسنة وإلى القصور في الرؤية وفي الإعداد وإلى الأنانيات الفردية لدى أبناء هذه الأمة.. وكل تقدم زائف وظلمٍ للإنسان في الغرب يرجع إلى الانحراف عن الفطرة السليمة فطرة الله التي فطر الناس عليها وذلك بميلهم إلى الماديات وإهمال جانب الروح. وبسبب هذا الاختلال الفكري تضاعف ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وأصبح الإنسان يتألم في كل مكان والضمير الإنساني يئن بسبب اختلاف ضوابط وثوابت الفكر والتفكير عند الإنسان بشكل عام.. وما يهمنا هو تصحيح وضعنا نحن كمسلمين نحمل رسالة خالدة وندافع عن قضية عادلة ونؤدي أمانة الشهادة على الناس وقيادة البشرية إلى الحق والخير والسلام «ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لايضركم من ضل إذا اهتديتم» وإذا كانوا هم قد ضلوا الطريق فليس من اليوم... أما نحن فنسير على منهج الله القويم الذي «لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد» ونردد في كل صلاة «إهدنا الصراط المستقيم... غير المغضوب عليهم ولا الضالين» ونود أن نقول للذين مالوا إلى فكر الهدم والقتل والتخريب وإرعاب الناس في أوطانهم ماظنكم بقول الله تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»؟ أهذه الرحمة التي نهديها للعالم؟ وهل ماتقومون به من أعمال همجية ووحشية وبربرية تتناسب مع أهداف ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف؟!.. وأقول الحنيف لأنها تعني الميل إلى الحق، وأسأل نفسي وجميع إخواني في بلاد الإسلام هل مازلنا خير أمةٍ أخرجت للناس؟ وأهمس في آذان أصحاب الأختصاص من رجال الدين وعلماء الأمة ورجال الفكر والأدب والثقافة ورجال القرار السياسي ورجال الإعلام العربي والإسلامي: هل وقفتم أمام معضلةٍ استعصى عليكم البت فيها فجفت أقلامكم؟ وأقول كما قال الله تعالى «أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولاتبكون وأنتم سامدون».. انظروا إلى مقدار الإساءة إلى دينكم وكيف أصبح الناس في العالم ينظرون إلى المسلم كأنه طاعون أو مرض خبيث يقتل الناس وذلك بظلمٍ من السفهاء الذين سوّلت لهم أنفسهم وزين لهم الشيطان وغرهم في دينهم أسيادهم السياسيون صناع الحروب وأكلة لحوم البشر الذين دسوا لهم السم في العسل وجعلوهم يغدرون بدينهم ويخربون أوطانهم ويحاربون اقتصاديات بلدانهم.. إن مايقوم به هؤلاء الناس هو إساءة للفكر الإسلامي، وتعطيل لقيمه، وإغلاق الأبواب أمام انتشاره وإحباط للإسلام والمسلمين في جميع المجالات.. ماذا لو أن هذه الجماعات سخروا إمكاناتهم وقدراتهم وأموالهم ووقتهم في نشر الإسلام ودعم الجماعات والجمعيات الدعوية والإسلامية والأعمال الخيرية.. أليس ذلك أفضل من هدرها على الأعمال الشيطانية التي أساءت إلى الإسلام وأعاقت انتشاره ويكفي الإشارة إلى تلك الأموال الإسلامية الطائلة التي صودرت وجمدت أرصدتها في معظم بنوك العالم بحجة تجفيف منابع الإرهاب إن كانوا صادقين في نواياهم فلماذا لم يناضلوا من أجل تحرير القدس ويجاهدوا من أجل تحريرقبة الصخرة والأولى أن يجاهد المسلمون العدو الأقرب «ياأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة». وإذا قال متحاذق: إن السلطات العربية والإسلامية في بلدانهم لاتسمح لهم بذلك ولاتسمح لهم الدول المحيطة بإسرائيل أن يجاهدوا من حدودها.. نقول له وهل يسمحون لهم بما يقومون به من تدابير وتسلل لتنفيذ هجماتهم الإرهابية أينما شاءوا؟ من هم هؤلاء الناس؟ متى وأين نشأوا؟ من الذي دربهم على القتال واستخدام المعدات العسكرية والأجهزة المخابراتية؟ وإذا كانوا قد غرر بهم فأين صحوة الضمير «ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله، ومانزل من الحق، ولايكونوا كاللذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون»؟! ومن الذي أغلق باب التوبة دونهم؟ ألا يدل استخدامهم لأسلحة محرمة دولياً واستخدامهم لمتفجرات شديدة الانفجار لاتوجد في دولهم العربية والإسلامية كتلك التي استخدموها في تفجير المدمرة «كول» وغيرها على اتصالهم وتنسيقهم مع مخابرات عالمية أو منظمات إرهابية متطرفة لتؤثر على هذه الأمة وعلى دينها؟ وهناك الكثير من التساؤلات ولكن نكتفي بما سبق.. ومايحز في النفس هو وضع إخواننا العرب والمسلمين الذين يتواجدون في مختلف دول العالم ومايعانونه من سوء معاملة الناس لهم والنظر إليهم بعين الشك والإزدراء والمقت والكراهية وحرمانهم من فرص العمل والتعليم.. بل وماقد يتعرضون له من اعتداءات المتطرفين من الجانب الآخر. وما أعرفه أنا وغيري أن جميع الأديان السماوية وعلى رأسها الإسلام ماجاءت إلا لتحقيق الأمن والعدل والمحبة والسلام على هذه الأرض وتحفظ دماء الناس وأموالهم وأعراضهم. أما مايقوم به هؤلاء الناس هو هدم للفكر الإسلامي وتدليس عليه وتدنيس له.. وطمس لمعالم الشخصية الإسلامية ومشروع خبيث لإحباط العقل العربي والإسلامي وجعله غير مستقر ومهزوزاً وإضافة آصار وأغلال جديدة عليه تثقل كاهله فلا يستطيع أن يسهم في الإنتاج الفكري والإبداع. وأخيراً أوصى جميع إخواني من القراء وغيرهم أن نتفكر بقوله تعالى «واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة» ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم «لتمسكن على يد السفيه أوليوشكن الله أن يهلككم جميعاً» أو كما قال عليه الصلاة والسلام.