القراءة ضرورة وليست ترفاً وهناك جهود دائبة ومتواصلة في الوقت الحاضر لتطوير منافذ القراءة الأساسية في الوطن العربي والإسلامي عن طريق برامج محو الأمية ورعاية وإقامة مشاريع مكتبات ثقافية ومكتبات مدرسية ومنزلية وكذا عبر النشاط الثقافي للمنتديات وللجمعيات الفكرية والثقافية. ففي مطلع الدولة الإسلامية يذكرنا التاريخ انه بعد غزوة بدر الكبرى في السابع عشر من رمضان المبارك طلب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أسير فقير قارئ من أسرى قريش أن يعلم عشرة من صبيان المدينة المسلمين الكتابة والقراءة بدلاً من الفدية المالية وإطلاق سراحه وبهذا العمل الطيب بدأ النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه في تكوين جماعات من القراء لتكون عاملاً رئيساً للتثقيف ومن هنا حرص النبي منذ البداية على تعليم أصحابه والمقبلين الجدد على الإسلام ادراكاً منه للارتباط الوثيق بين القراءة والقراء من ناحية وأدت هذه الخطوة إلى ارتباط الإسلام دعوة ومصيراً بالقراءة بشقيها النظري والمعرفي والعملي. وفي وطننا العربي والإسلامي لايكاد المتتبع يجد اهتماماً بهذه المسألة سوى محاولة رائدة نشرت في القاهرة عام 1870م وبشكل فصول مسلسلة على صفحات مجلة روضة المدارس المصرية التي تعد أول مجلة ثقافية استهدفت بصورة رئيسة التعرف على ميول القراء واهتماماتهم وغرس حب القراءة والكتابة في وجدانهم. على أية حال فإن كتابة واعية عن حب القراءة والاقبال عليها في وطننا العربي والإسلامي لابد أن تبدأ بتحليل لعمليات التغيير الاجتماعي والثقافي ومؤشراته وكشف نقاط البدء والتواصل والسلبيات والقصور والنجاحات المحققة والتطور الحاصل والوقوف على مدى خطوات الاستمرارية الشخصية والقومية والمهام التي تنتظر وزارات الثقافة والأدب في الوطن العربي والإسلامي والاهتمام بمسألة القراءة والكتابة وتطوير منافذ العمل الثقافي والفكري والاتحادات الأدبية والثقافية والصحافة ودور النشر وجودة ماينشر ثقافياً وأن تهتم دوائر التربية والتعليم بتجارب المكتبات المدرسية والمجلات الحائطية والمساهمة فيها وغرس عوامل الرغبة الجامحة ودفع الطلاب والطالبات إلى القراءة. وتجربتنا في اليمن مع القراءة والكتابة والثقافة والأدب والعطاء الثقافي تستند على عوامل عدة المكتبة..المكتبات المدرسية الصحافة الرسمية والأهلية ومؤسسة الكتاب والاتحادات الثقافية والاذاعة والتلفزيون واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فمجمل هذه العوامل أفرزت نتائج ايجابية في وجود قراء يرتادون المكتبات ويقبلون على شراء الصحف والكتب وقراءة واستيعاب مايكتبه الصحفيون والمؤرخون وماترمي به ثمار المطابع بصورة يومية أو دورية أو حتى شهرية المشكلة في غلاء الكتب بالذات..لأن مفهوم القراءة يمثل مسألة مهمة وتجذير الفكر الثقافي وحب القراءة وهي تعتمو على أبعاد ثلاثة هي الحروف والكلمات والنطق بها وتعتمد على الأحساس اللفظي والبعد الثاني حدود المتلقي المباشر والبعد الثالث القراءة. ويمكن القول وباعتزازاً الافرازات التي نطقت بها الجهود الكبيرة لوزارتي الثقافة والتربية والتعليم والاتحادات الثقافية والأدبية والصحفية جسدت بحق اقبال القراء على المكاتب ودور الصحف بما عمق من ظاهرة الحس المعرفي ثقافياً ومعلوماتياً ربما قصور في الوسط التربوي للنقص الحاد في النشاط الثقافي اللاصفي ونأرة وسائل التعليم والثقافة مثل الكمبيوتر والحاسوب والمختبر وندرة المكتبات المدرسية النموذجية وهذا مما أفتذ الطلاب على مستوى المدارس الأساسية والثانوية والجامعات قدرة على التعبير الذي أضحى معجزة وصعوبة يعاني منها الطلاب وهذا مايستدعي المزيد من الاهتمام بفتح المكتبات الثقافية والمراكز الثقافية والمكتبات المدرسية والدوريات الصحفية وتطوير النشاط الثقافي بينما تجربة الإذاعات المدرسية هي النموذج الحي والخطورة الفاعلة في النشاط التربوي. نود هنا أن نتقدم بجزيل الشكر والاحترام إلى الأستاذ/سالم محمد باعيد الحق المدير العام المديرية بمدينة المكلا رئيس المجلس المحلي على ماقدمه من دعم طيب لمدرسة عائشة باحاذق للتعليم الأساسي بأربعين شقة بالمكلا لحل مشكلة المبنى المدرسي وهي لفتة تستحق الثناء والاحترام.