الليل يسير على وتيرة واحدة .. يُرقم واجِبهُ اليومي على سرية تنحني مختبية بين هناجر شديدة الانحدار.. جبينهُ ينعكس على جدران الصقيع .. رذاذ مُنسدل على أغلفة الدخان .. من بين مقدار زاوية من الروائح الكريهة تنكسر زجاجه فارغة أغلقه سرية الكون المعبر حينًا من الألفة المنطوية .. العالم يكتحل أحزانه بمنسوبٍ يزيد من حرارةٍ الوطيس .. يقرر طرد الصقيع .. لن يجهش في البكاءِ أحد ما دام هنالك من يتوسدِ الليل ويسافرُ في تراتيلهِ أشعار فدائية للحب .. يُرصد حين يؤدى البكاء وحيداً رقماً واحدًا من حركة مكابرةِ وجوه العابرين أمام بوابته المُغلقة نصفُها بشعارٍ خطير ... قبل أن ينطح السقيفة يتوقف علي السلم للحظات لتفكره عن موعد لا يعرفه مع من قطعه فخانه قبل نصف ساعة .. تحبسه أغمامة تكاد تصرعه ما إن لبث حتى عاد يتأمل بين موجه من الأنين منزوياً معطفه الأسود … يتسلق حاجبه نصوصًا من الشوكلاتا.. ينصت كي لا يعرف تقعير رأسه إلا بكف الصقيع .. يعود على دوران يلزمه الدخان المتسرب من فاه .. مكوماً على انعطاف عاتقة .. يعبر على ترويه تحاصره أحيانًا بالعطش حين كانت يده لا تصل إليها.. تقطف من أطرافه دون وجع تنبه عن موعد ثاني خنته ذاكرته أيضاً.. لكنه يبتره عندما عاد نحو السرير تحدب ملتفًا .. ترك الوسادة في رأسه والفراش على أذنه وترك الريح على هواه ينسحب على أنفه .. بعد أن عرف انه لا فائدة الكلام مع رجل متهاون مثله .. لا يعرف النطق وتعليم نفسه ………. ونام .