يعتقد البعض أن الفنان الكبير (جميل راتب) كانت بدايته الفنية على المسارح الفرنسية خلال دراسته لالمسرح والتمثيل بفرنسا إلا أن تاريخ السينما المصرية يؤكد مشاركته عام 1946 في بطولة الفيلم المصري «أنا الشرق» الذي قامت ببطولته الفنانة الفرنسية «ملود جودار» مع نخبة من نجوم السينما والمسرح في مصر ومنهم جورج أبيض وحسين رياض وتوفيق الدقن وسعد زردش .. وفي نفس العام الذي انتج فيه هذا الفيلم اتجه جميل راتب إلى فرنسا للدراسة والعمل حيث شارك في التمثيل ب 15 مسرحية وفيلمًا كان من بينها أفلام لمخرجين كبار مثل «مارسيل كاروني» كما اشترك في هذه الفترة في العديد من الأفلام العالمية وأولها فيلم أمريكي هو «السيرك» الذي لعب لورانس العربية» اخراج ديفيد لين وبطولة عمرالشريف وبيتر أوتول وانطوني كوين وبعد مشوار طويل مع الفن السابع والمسرح بلغ 60 عاماً قام مهرجان القاهرة السينمائي ال 29 بتكريمه ضمن مجموعة من النجوم العالميين والمصريين لتاريخهم وعطائهم الفني. ميدالية الممثل الأول بداية ال (60) عام سينما كيف كانت ؟ وكيف بدأت ؟ بدأ عشقي للتمثيل وأنا طالب بمدرسة الأورمان الابتدائية واستمر هذا العشق وأنا في مدرسة الليسية التي حصلت فيها على ميدالية الممثل الأول على مستوى المدارس الأجنبية في مصر ، كما حصلت على جائزة أحسن ممثل على مستوى المسابقات المدرسية وخلال دراستي بجامعة القاهرة بعد أن شاركت في مسرحية بعنوان «أدويب ملكاً» المأخوذة عن اسطورة «سوفو كليس» وكانت هذه المسرحية سببًا لتوجهي لفرنسا التي شاهدها في مصر الكاتب الفرنسي الشهير «اندرية جيد» الذي نصحني بدراسة فن المسرح في باريس ..ورغم معارضة اسرتي للسفر إلى باريس إلا أنني توجهت عام 1946م والتحقت بمعهد الفنون المسرحية حيث كونت مع زملائي فرقة مسرحية محترفة ضمت بعض الممثلين الفرنسيين من الشباب وقدمنا عددًا من المسرحيات على المسارح الفرنسية الصغيرة. كذبت على أسرتي هل واجهت متاعب من اسرتك مثل الممثلين في تلك الفترة لإتجاهك للتمثيل ؟ أكيد بالطبع لأن هذا النوع من الفن كان يواجه بالرفض من الأسر المحافظة وكنت قد أخبرت أسرتي أنني مسافر الى باريس لدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية ولذلك كانوا يرسلون لي شهرياً مبلغًا من المال لمساعدتي على الحياة والدراسة ، وكانت المفاجأة أنهم عندما علموا بدراستي لفن التمثيل قطعوا عني المساعدة المالية لأنهم اعتقدوا أنني بذلك سأعود الى مصر .. وكانت فرنسا في ذلك الوقت تعيش ظروفًا قاسية بعد الحرب العالمية الثانية وانعكست هذه الظروف على المجتمع الفرنسي وخاصة الفنانين المبتدئين مما يبدأ من هنا وبالتحديد من هذه الفئة. واتجهت في هذه الفترة لأساعد أحد الباحثين الفرنسيين في اصدار كتاب عن تاريخ المسرح الفرنسي وهو ما جعلني أقف على كثير من الأمور في عالم المسرح كما عملت أعمالاً أخرى مثل (جارسون) في أحد المطاعم ومرة حمالاً »شيالاً» .. وأسهمت هذه المعاناة كثيراً في تكوين شخصيتي وأدركت قسوة الحياة التي يعيشها الفقراء والمغتربون. عضو في مسرح الكوميدي فرانسيز ماهي أبرز أعمالك الفنية في فرنسا ؟ قدمت أول أعمالي المسرحية من إحدى قصص شكسبير ثم مسرحية عن المقاومة الفرنسية ضد الألمان خلال احتلال ألمانيا لباريس وكانت باسم «ايدينا الحمراء» للمؤلف جان كير «ثم قدمت مسرحية» مصرع تاريكس» التي تناولت أوضاع المجتمع الروسي مثل الثورة وحصلنا على الجائزة الأولى في مسابقة محلية مما أدى إلى عرض المسرحية لمدة شهر على مسرح «الاهوشيت» في الحي اللاتيني بباريس. ثم أصبحت معروفاً بعد ذلك وانضممت لفرقة الكوميدي فرانسيسز وهي من أشهر الفرق المسرحية في فرنسا والعالم والتي أسسها الكاتب المسرحي الشهير «موليير» لتقديم اعماله .. ووثل عدد المسرحيات التي قمت ببطولتها مع هذه الفرقة أكثر من خمسين مسرحية. ثلاثون عاماً في باريس كيف تقيم تجربتك السينميائية في مصر ؟ بعد أن عدت إلى مصر في عام 1976م أي بعد ثلاثين عاماً قصيتها في مسارع باريس وسيننماتها حيث شاركت في 15 فيلماً فرنسياً وعالمياً وعربياً من بينها ثلاثة أفلام تونسية انتاج مشترم. وبالرغم من حبي للمسرح إلا أن عودتي لمصر شهدت ظهوراً سينمائياً وأول فيلم شاركت فيه هو «الكداب» ثم «البداية» للمخرج صلاح أبو سيف ، ثم فيلم «على من نطلق الرصاص » من إخراج كمال السيخ. ثم مسلسل «عصفور الشرق» وهو عن قصة حياة كامل الخلعي ، ثم فيلم «الصعود الى الهاوية» الذي كان بالنسبة لي نقطة تحول في مسواري السيتمائي في مصر حيث حصلت على أكثر من جائزة واستمر نشاطي السينمائي حتى بلغ أكثر من (50) فيلماً حصلت على جوائز عديدة في عدد من الأفلام منها «الكيف ، بيت بلا حنان ، عفاريت الأسفلت شعبان تحت الصفر، الحب في الزنزانة، طيور الظلام ، وغيرها. السيتما أخذتني من المسرح لماذا تهتم بالمسرح في القاهرة ؟ لقد قمت باخراج مسرحية واحدة للمسرح القومي هي : الأستاذ للكاتب الراحل سعد الدين وهبة وشاركت في العديد من المسلسلات التلفزيونية الشهيرة مثل «الراية البيضاء ، رحلة المليون ، يوميات ونيس ، ولكن دعني أقول أن السينما أخذتني بل جذبتني من المسرح. صداقات عالمية من هم أصدقائك من ا لنجوم العالميين ؟ تربطني العديد من الصداقات كان أبرزها مع النجم العالمي «انتوني كوين» وكنا حتى سنوات مضت نتبادل الاتصالات والخطابات.