كما هي العادة كل عام يشغل العمل الدرامي في رضمان جدلاً واسعاً بين المؤيدين والمعارضين حيث وصفها البعض بأنها استهداف صارخ لأخلاق وقيم المجتمع المسلم ودعا هذا البعض إلى المقاطعة ، وترشيد وتوعية المتلقي وتوجيهه إلى الاستفادة من المفيد وتحذيره من الضار أخلاقياً ومن هذا الأخير العلامة الدكتور/ سلمان بن فهد العودة في برنامجه (الحياة كلمة) الذي كان قبل رمضان يبث بعد صلاة الجمعة في قناة ال (mbc) وخلال رمضان الكريم يبث يومياً في نفس القناة حيث أشار إلى الكم الهائل من البرامج التي ستدشن في شهر رمضان وأن ثقافة المنع التي يستخدمها البعض لاتجدي في وجه هذه الدراما الرمضانية والدليل أن الإقبال الشديد على هذه البرامج من قبل الجمهور هو من الأسباب التي دفعت هذه القنوات الفضائية إلى تبني هذه البرامج وبخاصة المسلسلات الدرامية (خليجية كانت أم سورية أم مصرية) والتي تحتوي على مضامين تاريخية وتشخيص مظاهر اجتماعية سواء مايتعلق بالإرهاب أو ما يتعلق بالمرأة ، وفهم من كلام الشيخ/ العودة أن هذه الدراما لايمكن القول أنها سلبية 100% بل هناك ماهو مفيد منها وتشوبه شائبة ومنها ماهو سلبي لها أثر على الجانب الأخلاقي والقيمي وأشار إلى أن ثقافة المنع التي ينتهجها البعض لا تقدّم شيئاً فالجمهور يطلب البدائل المفيدة ، وخلص الشيخ إلى نقطتين هامتين : ü توعية المتلقي في كيفية الاستفادة من هذه البرامج. ü إيجاد الدراما البديلة الهادفة ، وضرب مثلاً لذلك الدراما والسينما الإيرانية التي استطاعت أن تقدم مسلسلات وأفلامًا دون أن يكون فيها أي مشهد يخدش الحياء وحصلت بذلك على جوائز عالمية. فالذين ينظرون للدراما بأنها شر مطلق هم في الحقيقة يصنعون عزلتهم في المجتمع فالفتاوى التي توزع في الأشرطة والكتيبات تذهب هباءً والأموال التي تنفق في طباعتها ونسخها تنفق هدراً فلو أن هؤلاء ثابوا إلى رشدهم ونظروا إلى طلبات الجمهور وتفهموا ميولهم وكان لديهم تصور واضح عن طبيعة المجتمع لأخذوا هذه الأموال التي تنفق في رمضان في طباعة الكتيبات وأشرطة الكاسيت استغلوها لإنتاج أعمال درامية تعالج قضية اجتماعية أو دينية أو تصحح مفاهيمًا خاطئة في التدين أو في المجتمع أو في تحسين صورة الإسلام وإبراز محاسنه والرد على المتعصبين الغربيين ضده ، فلو تم عرض ذلك بأسلوب شيق جذاب مراع للقيم الدينية والأخلاقية ،عند ذلك سيسمع لنا الجمهور ويرون أننا معهم في نفس الاتجاه .. أما أن نصدر أحكاماً جاهزة فهذا يجعلنا نغرد خارج السرب ونحرث في ماء ونزرغ في هواء ويبقى الجمهور في رمضان في واد والفتاوى المائعة التي نصدرها في وادٍ آخر سحيق.