جزيرة جبل الطير التي تقع غرب جنوب البحر الأحمر، وتبعد عن مدينة الحديدة حوالي مائة كيلو متر، شهدت اندلاع بركان كبير، قضى على معظم أجزاء الجزيرة، وراح ضحيته قرابة ثلاثة جنود ، وتم إنقاذ حوالي 49 شخصاً فيما لايزال البحث جارياً عن خمسة مفقودين. البركان الذي اندلع بشدة يثير الكثير من التساؤلات حول أبعاده وتأثيراته المستقبلية ، وكيف بدأت موشراته دون اتخاذ إجراءات سريعة حياله.. يحكيها لنا الجندي/ علي علي سريع حسين ، الذي نجا من الموت بأعجوبة، بعد أن ظل يسبح في المياه قرابة 28 ساعة، لتنتشله باخرة كندية وهو مشارف على الهلاك بعد أن وصل اليأس إلى نفسه. يقول الجندي/سريع : منذ حوالي شهر تقريباً ونحن نشعر باهتزازات متواصلة ومتزايدة. ومع تكرارها وإبلاغ الجهات المسئولة أصبح الأمر اعتيادياً رغم حالة القلق التي كانت تنتابنا لنفاجأ ظهر يوم الأحد 2007/9/30م بانفجارات شديدة ، وحمم بركانية حمراء ، تنحدر من أعلى الجبل ، الأمر الذي أثار الرعب في قلوبنا جميعاً فاتجهنا إلى البحر للهرب من لهب البركان ، إلا أن بعضنا عاد حوالي 49 شخصاً فيما بقيت أنا وثمانية من زملائي في البحر ، وعندما بدأنا نشعر بارتفاع درجة الحرارة أسرعنا بالابتعاد عن الجزيرة إلى عمق البحر دون وعي منا، ومع الابتعاد السريع تفرقنا ولم يبق سواي واثنين من زملائي كنا نشاهد الجزيرة تحترق بكاملها ويصعد منها دخان شديد ، وظننا أننا هالكون لامحالة كزملائنا فوق الجزيرة. قوارب ترفض إنقاذ الضحايا وأثناء ما كنا نحاول طلب النجدة من بعض القوارب التجارية التي كانت تمر بالقرب منا أصبنا بالذهول ، عندما كان أصحابها وهم من جنسيات أجنبية ينظرون إلينا ثم يبتعدون رافضين مساعدتنا، وحينها أدركنا أننا هالكون لامحالة.. ومع مرور الوقت وساعات الليل ونحن في البحر تباعدت المسافة بيني وبين زميليّ ، ولا أعرف مصيرهم حتى الآن. 28 ساعة سباحة ويضيف الجندي/ علي سريع القدرة الإلهية وتمسكي بالحياة هي من ساعدتني على الصمود طوال 28 ساعة ، وكنت كلما لاحت أمامي أضواء بعيدة هرعت سابحاً نحوها ، وماهي إلا دقائق وتختفي فبدأ اليأس يتملكني خاصة عندما بدأت الأسماك تقضم أرجلي وأيقنت بقرب الأجل ، وفي هذه اللحظات التي انتابني فيها التعب الشديد وأنهكت قواي تضرعت إلى الله بالدعاء والابتهالات وتحقق رجائي عندما شاهدت باخرة كندية تقترب مني وقام طاقمها مشكوراً بإنقاذي ، ومن ثم إيصالي إلى قواتنا البحرية التي أوصلتني إلى المستشفى العسكري بالحديدة لأتلقى العلاج ، وأحمد الله على سلامتي ، وأتمنى سلامة جميع زملائي. معجزة إلهية تنقذ 49 شخصاً وعن حالة ال 49 شخصاً الذين تم إنقاذهم من قبل قواتنا البحرية وكيفية نجاتهم تحدث إلينا الضابط نبيل الخولاني ، رئيس قسم الطوارىء بالمستشفى العسكري ، والنقيب / إبراهيم السياغي ، ضابط أمن المستشفى اللذان استقبلا الجنود وأوصلوهم إلى المستشفى حين أكدوا بحسب روايات جميع الناجين أن معجزة إلهية هي التي ساعدتهم على النجاة بعد أن أيقنوا الهلاك فبعد هروبهم من الطرف الملتهب للجزيرة إلى الطرف الآخر وفي اللحظات التي بدأت حرارة الجو والأرض تلفح أقدامهم وأجسامهم والمياه تغلي من حولهم وفي حوالي الساعة السادسة من مساء يوم الأحد أي بعد حوالي أربع ساعات من بدء الانفجارات البركانية توجه جميع الجنود بالدعاء إلى الله لإنقاذهم وماهي إلا لحظات حتى هطلت أمطار غزيرة على الجزيرة ساعدت على برودة الجو والأرض لتصل في نفس الوقت قوات البحرية اليمنية لمساعدة الجنود وماهي إلا دقائق من إنقاذ الجنود ال 49 والابتعاد عن الجزيرة حتى انزلق الجانب الذي كان يقف عليه الجنود؛ لتكون القدرة الإلهية في هذا الشهر الكريم هي المنقذة لهؤلاء الجنود. شكراً لرئيس الجمهورية «الجمهورية» التقت أيضاً المقدم/ عبدالحكيم عامر - مدير عام المستشفى العسكري بالحديدة - الذي أكد أن ال 49 جندياً من إجمالي 50 حالتهم جيدة وتلقوا العلاج اللازم عدا شخص توفى لإصابته البليغة.. وقد التقى بهم الأخ رئيس الجمهورية ووجه بتوفير كافة متطلباهم من العلاج ورعايتهم الرعاية الصحية الكاملة.. وأعرب الجنود عن كامل شكرهم للاهتمام الكبير من قبل فخامة رئيس الجمهورية وحرصه على زيارتهم وتفقد أحوالهم الصحية والنفسية ووجه بمنحهم مبالغ مالية لزيارة أقاربهم وأهلهم وتطمينهم على سلامتهم. هذا ولايزال البحث جارياً عن خمسة مفقودين بعد أن وصل اثنان من الضحايا إلى المستشفى مساء يوم أمس ممن كان يجرى البحث عنهم، فيما غادر 49 شخصاً المستشفى متوجهين بكل شوق إلى أسرهم وأهاليهم شاكرين الله على نجاتهم من موت محقق.