يظل الاحتفال بليلة الزفاف أهم ما يشغل بال العروس منذ بدء تحديد موعده، فتنهمك بإعداد و تحضير قائمة احتياجات طويلة لليلة الزفاف، لكن أهم ما يؤرقها هو موضوع طلتها الأولى، وكيف تضمن انطباعاً مميزاً ومنفرداً لدى الحاضرات ، وبقاء أطول لإطلالتها في ذاكرتهن، لذا تجتهد العروس في ابتكار تفاصيل مختلفة وعديدة تضفي على (ليلة العمر) أجواء من البهجة و السعادة والدهشة أيضاً.. بين طرائف الإطلالة الأولى للعروس تنتقل سطور( سبأ ) .. عروس الصدف وشريط الذكريات حيث فضلت هويدا مفاجأة الحاضرات لزفافها بعرض شريط سينمائي يتناول مراحل حياتها منذ طفولتها وحتى يوم عرسها أعد خصيصاً لعرضه خلال الاحتفال و قبل دخولها إلى القاعة التي بدت أشبه بقاعة سينما تعرض فيلماً لشخصية تاريخية أو عالمية .. بينما دفع تعلق " أريج" الكبير بالبحر إلى الظهور على المدعوات للعرس من داخل صدفة كبيرة جهزت لتجلس بداخلها فتبدو كعروس البحر التي تلازم خيال محبيه .. أما أروى فقد لفتت أنظار الحاضرات إلى تميز فستان زفافها، بتوثيق مميز للمصمم العالمي أيلي صعب الذي نقل تهانيه للعروس و تمنياته بأن يحظى فستانها الذي صممه بإعجاب الحاضرات ليختتم أمنياته في شريط مصور عرضته العروس قبل إطلالتها بدقائق بحياة هانئة وزواج سعيد. وعكست رضا حبها لوالدها المتوفى بعرض شريط صوره ،في يوم زفافها الذي اختارته تزامناً مع سنويته الأولى ، لتشاركها الحاضرات في إحياء ذكرى وفاته وتجمع بين تناقض الحزن و الفرح .. ومع وجود إطلالات مميزة اختارت إيمان إلغاء كل المظاهر المبالغ فيها أو حتى المظاهر العادية منها ، و اكتفت بإقامة حفل بسيط يضم الأهل و الأصدقاء في المنزل. وتوافقها الرأي الأخت منال التي تفضل البساطة في حفلات الأعراس التي هي من التقاليد اليمنية القديمة .. وتقول : من حق كل فتاة أن تحتفل بزفافها بالطريقة التي تناسبها لكن بشرط ألا يتم الاهتمام به أكثر من اللازم، خاصة، وانه قد يتم الاحتفال بالزفاف بشكل مبالغ فيه ولا تنجح تجربة الزواج. وتؤكد منال على ضرورة أن تفكر الفتاة في مستقبل حياتها الزوجية و كيفية الوصول إلى زواج ناجح بدلاً من التفكير في الشكليات و المظاهر التي تكون في معظم الأوقات بغرض التفاخر و التباهي أمام الناس. وتؤيدها سحر التي تريد أن يكون حفل زفافها بسيطاً ومميزاً ولا تفكر بأن تكون هناك تقليعة جديدة أو مبتكرة أو تأتي" بما لم تستطعه الأوائل" لأنها تثق أن أنظار الموجودات ستكون موجهة صوبها أكثر من أي شيء آخر ..لكن يهم سحر أن تكون إطلالتها الأولى عبر ممر طويل بلون الثلج وتكون أضواء القاعة مطفأة و أن لا يحيط بها احد أثناء دخولها للقاعة ليكون الانتباه مركزاً عليها فقط بموسيقى ناعمة ، وتأمل أن تكون ليلة عمرها ناعمة و كلاسيكية وألا يحدث شيء يعكر أجواء الاحتفال بها. إطلالات مميزة تترك ذكرى مؤلمة ومع تنوع المظاهر و الإطلالات المميزة في الاحتفال بليلة العمر والتي تترك ذكرى سعيدة في أذهان الحاضرات فيما بعضها لا تكلل بنهايات سعيدة تاركة ذكرى مؤلمة لبعض العرائس او المشاركات من المدعوات للزفاف. تتذكر منى ليلة زفافها بحزن و ألم بعد أن تسببت حركة بسيطة منها أثناء تأديتها لرقصة "الفالس" مع عريسها بعد إطلالتهما الأولى في القاعة فقدت توازنها و سقطت على الأرض أمام جميع الحاضرات التي تعالت أصواتهن بضحكات عالية أصابتها بخيبة أمل أفسدت عليها سعادتها في الاحتفال بأهم ليلة في حياتها. وأرغمت عبير قريباتها و أخواتها على تحمل مبلغ 700 ريال لكل واحدة منهن لشراء لوازم خاصة لفتيات الأسرة الصغيرات (بنات الشرف ) اللاتي سيرافقنها خلال إطلالتها الأولى مع أغنية شخبط شخابيط التي اختارتها وتدربت عليها مع فراشاتها الصغيرات لمدة ثلاثة أيام قبل الزفاف .. و تفاجأت عبير ليلة الزفاف بعدم معرفة الفرقة الموسيقية للأغنية التي أصرت عليها لدخولها القاعة وكلفتها خسارة مبلغ كبير من المال فشعرت بإحباط وحزن على جهودها في الإعداد و التحضير التي ذهبت هباء و دخولها مرغمة على إحدى الأغاني من اختيار الفرقة الموسيقية. بينما انتهت مشاركة مروى في زفاف صديقتها بخياطة عدد من الغرز في رأسها بإحدى العيادات الخاصة ،حيث أصيبت أثناء إطلالة العروس التي كانت ترمي عدداً من التحف المصنوعة من الرخام على الحاضرات و حظيت مروى بإحداها التي وصلت إلى رأسها وأصابتها بجرح بليغ نقلت على إثره إلى إحدى العيادات لتلقي العلاج المناسب. وعجل حضور مها حفل زفاف إحدى قريباتها قدوم مولودها الأول إلى الحياة قبل موعده بأسبوع فقد تسبب كثافة الدخان الملون الذي رافق العروس عند إطلالتها وانتشار رائحته المزعجة إلى إصابتها بنوبة سعال واختناق شديد أدت إلى ولادة سريعة لطفلها قبل أوانه وعلى الرغم من فرحتها بولادة طفلها بخير لا تخفي حزنها من التفكير أن حضورها ذلك الزفاف كاد يفقدها فرحتها بمولودها البكر. حنين وشوق إلى الماضي تعود أم نجيب50 عاماً بذاكرتها إلى الوراء و تتذكر مناسبات الأعراس في الماضي فتقول كانت حفلات الزفاف تتم بشكل بسيط و لا تحمل أي مظهر من مظاهر التكلف و المباهاة التي نراها في هذه الأيام ولم تكن العروس ترهق نفسها بالتفكير في إطلالتها على الحضور أو ابتكار شيء جديد يميزها عن مثيلاتها بل تعيش أجواء سعادة وفرح في وجود صديقاتها اللاتي يبادلنها التهاني في انتظار أفراح مماثلة لكل واحدة منهن في المستقبل القريب. مهما تعددت مظاهر الإطلالة الأولى إلا أنها لاتخرج عن إطار التميز و المبالغة و المباهاة لتحفظها الذاكرة لسنوات، إما بفرح لتقليدها أو ابتكار أفضل منها، أو مأساة غير متوقعة لإطلالة تكون نهايتها غير سعيدة