جزاء الكذب على العينين نص السؤال: يحب البعض أن يروي رؤيا منامية لم يرها في الحقيقة، أو أنه يتصرف فيها كما يشاء، فما موقف الشرع منه؟ نص الجواب يحرم على الإنسان أن يروي رؤيا أنه رآها وهو لم يرها، بل يحرم عليه أن يزيد شيئاً أو ينقص فيها، وقد جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: من أرى عينيه في المنام ما لم تريا كلف أن يعقد بين شعيرتين من نار يوم القيام، فهو يُعذب في النار حتى يعقد بين شعيرتين وهو لايستطيع ذلك، فهذا عذاب الذي يروي أنه رأى ما لم ير، وفي روايةالإمام أحمد: من كذب على عينيه كلف يوم القيامة عقداً بين طرفي شعيرة. استحباب النبي الاستماع للشعر الحسن نص السؤال: هل ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الشعر؟ نص الجواب لا لم يقل النبي الشعر، قال تعالى «وماعلمناه الشعر وماينبغي له» فلم ينشىء شعراً ولكنه قد يستشهد ببعض الأشعار على أنه في الغالب إذا استشهد بشعر يقلب فيه كلمة بالتقديم أو التأخير حتى لايكون على الشعر وينشد غيره، إذاً ممن يحفظ الشعر وكان يحب أن يسمع الشعر الحسن، ويطرب به ويشجع عليه، وقال «انصبوا لحسان كرسيّ» الذي قال وهو يلقي الشعر: كنت أنشده بالمسجد وفي المسجد من هو خير منك، يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال «انصبوا لحسان كرسي» وقال «اللهم أيده بروح القدس».. وقال: «إن جبريل وميكال معك مانافحت عن رسول الله». وجاء في صحيح مسلم أنه استنشد بعض الصحابة وهو في السفر: «أعندك شيء من شعرأمية ابن أبي الصلت» قال نعم، قال: «أنشدني»، قال: فأنشدته بيتاً.. حتى أنشدته مائة بيت، فكان يحب استماع الشعر الحسن، ويطرب به ويتأثر به ويشع عليه.. وقال: إن من الشعر لحكمة، ولم يكن يقول شعراً من عنده ابتداءً لما حرم الله عليه ذلك وإذا استشهد بشيء من الأشعار قدم كلمة أو أخرها حتى لايأتي متسقاً على نظم الشعر فيفهم السامع مقصوده، أو يأمر أحد الحاضرين إن كان يحفظ أن يتلو الأبيات وهو يسمعها فكان يقول كما جاءنا في الصحيح: كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهياً فقال أبو بكر رضى الله عنه: «يارسول الله إنما قال الشاعر: ودِّعْ مريرة إن تجهزت غاديا كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا فقال أبو بكر أو عمر: أشهد أنك رسول الله، يقول الله عز وجل: «وما علمناه الشعر وماينبغي له». ويقول: لما استسقي به فنزلت الأمطار فخرج فوجد الناس على باب المسجد ما لكم؟ قالوا: إن السيول تجري بدعوتك يارسول الله، قال: لو كان أبو طالب حياً لقرت عينه.. من ينشدنا شعره؟ قال سيدنا أبو بكر: يارسول الله لعلك تعني شعره: وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل قال أجل، فكانوا ينشدون له وهو يسمع فيستنشد أصحابه بعض الأبيات فإذا نطق بها ففي الغالب لاينطق ببيت كامل وإذا نطق بالبيت قدم كلمة أو أخرها حتى لايكون قائلاً للشعر كما وصفه الله تبارك وتعالى. تهذيب شعر الحاجب بالموس والنتف للتزين üنص السؤال:ماحكم إزالة شعر الحاجب وتجميلها وتهذيبها بالموس وليس بالنتف لغرض التزين، إن كان لزوج أو للنساء نرجو الإفادة فهذا منتشر كثيراً في أوساط النساء عندنا؟ üنص الجواب: ورد في الصحيحين: لعن الله النامصات والمتنمصات أي اللاتي ينتفن أطراف شعر الحواجب لتزيينها أو يطلبن من يفعل لهن ذلك، وأصل النمص أخذ الشعر بالمنماص أي المنقاش أو الملقاط، ويُعلم من فحوى الحديث أن المقصود تغيير أصل الخلقة في الحاجب وأن ذكر النمص إشارة إلى مايغلب استعماله فليس الأمر مناطاً ولا متعلقاً بالآلة التي يُزال بها الشعر، بل كل ما أزيل به الشعر كان يحصل به المقصود في تغيير أصل خلقة الحاجب، وعلى هذا جماهير العلماء من فقهاء الأمة. ويُذكر في قول عند الحنابلة أنه إذا كانت إزالة الشعر بغير المنماص أي الملقاط أو المنقاش فإن ذلك جائز، ومن خلال هذا القول وقع التساهل وصارت عادة كثير من النساء في بعض المجتمعات أن يزحن شيئاً من أطراف الحواجب بواسطة الحلق. وعُلم من هذا أن الجمهور من فقهاء الأمة على أن ذلك حرام، فعند ذلك إنما يؤخذ بذلك القول الذي أشرنا إليه بالنسبة للمتزوجة التي رغب زوجها في ذلك وطلب منها أن تفعل ذلك فحينئذٍ يقابل قوة الخلاف في المسألة ما ورد من ندب التحسُّن والتزيُّن للزوج وخدمته في ذلك الجانب، فيمكن في هذه الحالة للمرأة أن تأخذ بذلك القول، ولاينبغي التساهل على الإطلاق وبالله التوفيق. قواعدعمل المرأة وطبيعة تعاملها مع الرجل üنص السؤال:نرجو توضيح حكم عمل المرأة وبيان طبيعة تعاملها مع الرجال وتحديد مالهاوماعليها؟ üنص الجواب: الخلاصة في موضوع عمل المرأة وتعاملها مع الرجال أنه قائم على قواعد الأدب والحشمة والحياء والقيم والأخلاق مما نص عليه الحق في كتابه.. قال تعالى «فلا يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض» في تبين أسلوب المخاطبة بين الرجل والمرأة، وقال مادحاً للصالحات من اللاتي إذا احتجن إلى مخاطبة الرجل والتعامل معه كنَّ على قدم الحياء، فقال تعالى في ابنتي سيدنا شعيب «فجاءته إحداهما تمشي على استحياء»، وقال في معرض البعد عن إظهار أي زينة للمرأة «ولايضربن بأرجلهن ليعلم مايُخفين من زينتهن» فمثل هذه القواعد ثابتة للمرأة في كل شأن من شئونها، وفي كل عمل من أعمالها، ثم إنه لاحرج عليها أن تقوم بأي عمل مباح، وإنما يلحقها الحرج من خروجها عن منهج الله في ذلك العمل، والمسألة أيضاً ذات نظر إلى حقيقة احتياج المجتمع من أعمال والأنسب لكل من الرجل والمرأة أن يسهم به في صلاح المجتمع وقوام الحياة من الأعمال، وبحسن النظرفي ذلك يحصل البعد عن مغالطات الأطروحات التي تُطرح من هنا وهناك من أهل التجربات الفاشلة في مجتمعات الكفر مما أدى إلى تدهور في الأسر والبيوت والعلائق بين الأسر والرجال والنساء. وما أحسن أن تقرأ مثل الكتابين لفضيلة العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي إحداهما مختصر وهو «إلى كل فتاة تؤمن بالله»، والثاني «المرأة بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع الرباني».. كما أن الرجل يكون في تعامله مع المرأة آثماً إذا خرج عن أدبه واحترامه، وإذا تعمل النظر إلى المحاسن، وإذا ألقى الكلمة المنبئة عن سوء أو الهادفة إلى محرَّم، فكذلك هي الضوابط التي تضبط كلاً من الرجل والمرأة، في مختلف الأحوال.