إلى هذه اللحظة وكثير طلاب يتساءلون عن فعاليات الأحزاب التي تتسابق على كسب ودّهم..حين يجدون أنفسهم خالي الوفاض إلا من "البرطعة" خلف المسئول الحزبي الطلابي عادة ما يكونون رؤساء القطاعات الطلابية للأحزاب في الجامعة.. الأحزاب متواجدة بقوة..ستجد أحدهم يقدم لك ما يستدعيه "الإتكيت"..ويقدم دعوة مجانية للانضمام إلى الحزب..عبر منافذ عدة!..وحين تسأله عن ما يقدمه الحزب له..سيجيبك بأن الحزب ليس معني بذلك!!..هو معني بماذا إذن؟ هل يجب أن نهدر طاقاتنا سدى..حتى يرضى المسئول الحزبي عنا..أم أن ثمة أهدافاً سأحققها من خلال انضمام مبكر إلى هذا الحزب أو ذاك..حتى أدع محاضراتي جانباً..وأظل بانتظار طالب ستهب به الرياح القادمة من "....." لأعطيه استمارة العضوية..بعد أن نكون قد تمكنا منه تماماً..ويسلم حينها بالأمر غير مدرك لحقيقته!!. حضور باهت!! تتواجد الأحزاب بقوة في أروقة الكليات..ولكنها تكون باهتة في مقراتها..تنال من الطالب وطرها..وتجعله أسيراً..لا يتحرك إلا بأمر.."لن أبرح الأرض حتى يأذن لي......."..هذا ما يمكن أن نسميه أو نطلق عليه!!.. فضيع ما تمارسه بعض الأحزاب على الطالب الجامعي..تجعله جسر مرور لتحقيق أهداف هو لا يعيها تماماً!!..تنهك بعض الأحزاب أعضاءها الشباب.. تستغلهم أسوأ استغلال..وكما يقال"تأخذهم لحماً وترميهم عظما".. والطالب منبهر بالشعارات التي تروج له..ينسى ما جاء من أجله..ويذهب مع التيار الجارف!. ثمة كثير لجان متخصصة في الأحزاب كاللجان الثقافية..والإعلامية...الخ..وحين نأتي لمعرفة عمل كل لجنة في الجامعة على وجه الخصوص سنجد أنها مشلولة الحركة تماماً..لا تقدم شيئاً للطالب العضو في أي حزب..فكما قال كثير من الأعضاء أن ما تقدمه الأحزاب فقط"الدعم المعنوي"!!..ليصبح الطالب فارغ اليدين في جانب التعلم الجامعي..أو على المستوى الحزبي..فهو موجهٌ لا أكثر..تتحكم بتحركاته أيدٍ خفية..لتمرر من خلاله ما صعب تمريره!.. يبدو الطالب الجامعي المؤدلج في أحد الأحزاب ..عبداً مطواعاً..لا ينطق ببنت شفة على حزبه أو يعارض أي خلل أو خطأ!!..للأسف الشديد يحدث هذا في أحزاب تدعي الديمقراطية وتدعو لها..وهي أبعد ما تكون عنها..كان يجب على تلك الأحزاب أن تهتم بفكر الطالب..فتسعى لتنميته فكرياً وثقافياً، وبعد ذلك يأتي مجال الإهتمام بالدعاية للحزب..والترويج له..كان يجب على بعض الأحزاب أن تؤسس لعمل ديمقراطي حقيقي من خلال أحزابها أولاً ومن ثم تدعو الى الديمقراطية المنشودة.. كان يجب على تلك ألأحزاب أن تعلم الطالب أبجدية ممارسة الاختلاف في الرأي لا أن ترهبه..وتجعله ليناً مطواعاً..لما سيقال له من توجيهات قد تودي به في ستين!!.. الأحزاب التي تسعى لاستقطاب الطلاب هي للأسف الشديد لا تقيم فعالية جامعية..وهي على العكس من ذلك تمارس إقصاء رهيباً ضد شبابها في الحزب!!..ولا تكتفي بذلك بل تمضي لأن تمارس الضغوطات عليه لحضور اجتماعاتها..وندواتها الداخلية التي تكرس فيه حتمية الولاء الحزبي قبل الوطني!!. في الجامعات الأهلية تبدو الحزبية موجهة فقط لقتل الطالب وإجباره على الانضمام القسري للحزب..وإن فعل وأبدى معارضته لما يمارس ضده فستوجه اليه كافة التهم بالخيانة والعمالة...الخ..كثير طلاب شكوا من ذلك في جامعاتهم الأهلية..ولظروف خاصة رفضوا الكتابة عن ذلك..قاطعين عهداً بأن يكتبوا في قادم الأيام!!.. ثمة ممارسات يجب أن تقال هنا..ويجب أن نناقشها بكل وضوح..حتى نكشف زيف الأقنعة التي هي من"ربل"..وزيف الخداع والتناقض الكبير... وليكن في العلم ..أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود الذي بيننا قضية!!..هكذا يجب أن تكون ثقافة الطلاب الحزبيين!!.. دمتم شباب؛؛