لاتيأس من الدنيا إذا رسبت في الامتحانات، كلنا رسبنا في الامتحانات.. سقطنا ثم وقفنا على أقدامنا لم نوجه اللوم إلى الحظ أو إلى الأساتذة، إنما وجهنا اللوم إلى أنفسنا، الإنسان الذي يبحث دائماً عن شماعة يعلق عليها أخطاءه لاينجح أبداً، وإنما الذي ينجح في الحياة هو الذي يراجع نفسه بصدق ولايخدع نفسه ويضللها يعرف أغلاطه بشجاعة ويحاول أن يصحح هذه الأخطاء. يجب أن نعلم أن الامتحانات ليست للتلاميذ فقط.. فبعد أن نحصل على أكبر الشهادات العلمية نكتشف أن امتحانات الحياة أشد وأقسى من امتحانات المدارس.. امتحانات المدرسة مرة كل عام، وامتحانات الحياة مرة كل يوم، امتحانات المدارس فيها مصححون طيبون ولجان رأفة، ولكن امتحانات الحياة لاتعرف الرحمة ولا الشفقة. فلنتصور المحنة التي يقع فيها التلميذ الساقط، من منا لم يسقط مرة.. ومن منا لم ير نفس الوجوه العابسة.. ويسمع نفس الكلمات المؤلمة.. والحرمان أسابيع من الخروج من البيت؟؟ كثيرون في لحظة ضعف فكروا في الانتحار، ولم يستمر هذا الضعف سوى دقيقة واحدة.. واليوم يضحكون على أنفسهم ساخرين لأنهم فكروا في الانتحار بسبب سقوطهم في الامتحان. يجب أن نتعلم من سقوطنا على الأرض لكي نستطيع أن نقف على أقدامنا ونقاوم عواصف الحياة.. ويجب أن نعتبر الرسوب في الامتحانات ضربة في ظهورنا تدفعنا إلى الأمام بدلاً من أن تجعلنا ننكفئ على وجوهنا ونسقط على الأرض ولانقوم. قلائل في العالم الذين لم يسقطوا مرة في الامتحان.. إذا لم يسقطوا في امتحان المدارس سقطوا في امتحان الحياة أو سقطوا في امتحان الحب أو سقطوا في امتحان الزواج.. والذين فشلوا في الحياة هم الذين لم يحاولوا من جديد.. ولم يستأنفوا الكفاح والصراع. والنجاح في رأيي هو أن نحاول ونقع ثم نقف ونستمر.. ثم نقع ونقف ونحاول من جديد. ولاعيب أن نتألم لأننا رسبنا، والدموع التي نذرفها قد تكون هي الحمامات التي نغسل فيها أرواحنا ونعود لنستأنف الكفاح من جديد، كلنا رسبنا.. ولاوجود لشخص ناجح لم يذق يوماً مرارة الفشل. نصيحة أقدمها للتلاميذ والطلاب اينما كانوا.. ليس تبريراً للفشل وحثاً عليه بقدر ماهو الفشل درس من دروس الحياة اللذيذة ونعمة من نعم الله علينا ثقلنا وترفعنا نحو منصات التتويج والنجاح.