مدير مؤسسة المياه بالمديرية: جفاف الآبار وتباعد المنازل وقلة الدعم أهم أسباب أزمة المياه نفتقر لأبسط الإمكانات و47 مليوناً ديون عند المشتركين مواطنون: صمت الجهات المسئولة وتفاقم الأزمة يخيفنا المياه تصل إلينا كل ثلاثة أسابيع والفواتير مبالغ فيها برزت في الآونة الأخيرة أزمة شحة ونقص مياه الشرب في قرى وعزل مديرية طور الباحة الواقعة في النطاق الجغرافي لمحافظة لحج ورغم أن أهم مسببات الأزمة ناتج عن جفاف آبار مياه الشرب بشكل مخيف مؤخراً إلا أن هناك مسببات أخرى تتعلق بعدة عوامل منها كما يعتقد البعض من المواطنين سوء التوزيع للمياه وعدم تجاوب الجهات المختصة مع مشكلتهم التي بدأت في التفاقم إلى حد كبير. مياه مقطوعة مراد فضل أحمد شريان من أبناء قرية الفرشة عزلة الصبيحة بطور الباحة يتحسر عن تبخر آماله في خدمات مشروع المياه: كنا قد أملنا خيراً في مشروع المياه الذي وصل إلى المنطقة في السنوات الأخيرة وامتد إلى القرى المجاورة في منطقة الرجاع والمحطة وسوق طور الباحة والفرشة والصبيحة وغيرها من قرى وعزل مديرية طور الباحة ولكن سرعان ما بدأ هذا المشروع بالتراجع من حيث انقطاع المياه علي المشتركين والذي يصل إلى سبعة عشر يوماً وأحياناً عشرين يوماً .. أضف إلى ذلك أنه لم يتم إمداد المشروع إلى الكثير من الأماكن والمناطق وخصوصاً الجبلية وما نأمله نحن المشتركون أن لا نفاجأ بالفواتير نهاية كل شهر والماء مقطوع معظم أيام الشهر صحيح أن فرع المؤسسة المحلية للمياه بالمديرية يقوم بعمله لكن ماذا يفيد ذلك والماء مقطوع علينا وباستمرار؟. لمعالجة المشكلة أما مهيوب علي محمد نجيد يوضح معاناة الناس في هذه المدينة من انقطاع مياه الشرب: يمكنكم النزول إلى أية قرية واستفسار المشتركين فيها عن مصداقية كلامي بأن مسئولي قطاع المياه في المديرية لا يولون مشكلة قلة وتناقص وانقطاع مياه الشرب أية أهمية ولا مبالغة إن قلت هذا وإلا فلماذا لم يتم إيصال شبكة مشروع مياه الشرب للمناطق المتباعدة عن مركز المشروع؟ ولماذا لم يتم حتى الآن حفر آبار إسعافية لتوفير مياه الشرب لأبناء المديرية إذا كانت الآبار الحالية لا تفي بالغرض المطلوب. ثم هناك سؤال مهم من وجهة نظري أريد طرحه عبر نزولكم إلينا وهو أين دور ممثلي المجلس المحلي للمديرية الذين لم يحركوا ساكناً تجاه معالجة هذه المشكلة والبحث عن حلول لها؟ توزيع عدنان محمد أحمد، يؤكد: أنا أعيش في مركز المديرية والحقيقة أننا لم نلمس حتى الآن أية جدية من قبل المسئولين في المديرية فيما يتعلق بمعالجة النقص الكبير لمياه الشرب ومايزيد الطين بلة أننا نلاحظ بعض القرى فيها إهدار كبير للمياه والبعض الآخر يفتقر للمياه لمدة أسابيع.. هذا يدلل على سوء توزيع في مناسيب مياه الشرب المحددة للمشتركين في مشروع المياه والمستفيدين منه بعموم مديرية طور الباحة. المسئولية جماعية كما تحدث فكار صائل أحمد سيف أحد أبناء المديرية: المياه بشكل عام في المديرية أو في محافظة لحج شحيحة جداً في السنوات الأخيرة بسبب جفاف الآبار ولكن تفاقمت هذه المشكلة في المديرية وزادت حدتها بصورة مخيفة لعدة عوامل تشارك فيها كل شرائح المجتمع بالمديرية ، فمثلاً سوء التوزيع وكذا عدم إيصال الأنابيب إلى كافة المنازل بالمديرية وهذه مشاكل تتسبب فيها مؤسسة المياه بالمديرية سواء بقصد أو بدون قصد. لكن أيضاً في المقابل هناك مشاكل ومسببات يتسبب فيها المواطن نفسه مثل الإسراف وإهدار المياه وكذا عدم دفع فواتير المياه بانتظام أو الربط العشوائي بدون عدادات و...و..والخ من المشاكل التي يشترك فيها الجميع، فالجميع مسئول عن عدم إيصال المياه إلى منازلنا بانتظام والجميع من أبناء المديرية »طور الباحة« أيضاً معنيون بمعالجة انقطاع مياه الشرب لأسابيع عن قرانا وعزلنا في مديرية طور الباحة. نسبة ضئيلة وللتقصي أكثر عن الموضوع التقينا عادل محمد سعيد مدير فرع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمديرية طور الباحة بمحافظة لحج والذي حدثنا عن أوضاع ونشاط الفرع والمشاكل التي يعانيها والحلول والمعالجات التي يمكن أن يسهم الجميع في اتخاذها في سبيل إعادة المياه إلى مجاريها وحل أزمة انقطاعها بالمديرية حيث قال: عندما نبحث عن سبب انقطاع المياه في المديرية وكيفية تفاقم هذه الأزمة في الأسابيع الأخيرة إلي حد كبير فإنه يجب أن نتطرق إلى الأرقام والحقائق على أرض الواقع لدينا مستوى الضخ للمياه مثلاً يشكل 40 متراً مكعباً في الشهر الواحد وهذه الكمية لا تفي بالحد الأقصى من احتياجات المواطنين من مياه الشرب في المديرية »طور الباحة«. لأن عدد السكان الذين يمثلون المشتركين الفعليين هو 3900 مشترك حتى نهاية العام المنصرم 2007م والمطلوب استهدافهم خمسين ألف نسمة أي أن مايقارب %50 من عدد السكان لا يحصلون على مياه الشرب أو بمعنى أصح لا نستطيع أن نعطي 50٪ من احتياجات المواطنين من مياه الشرب لذا فإننا نقوم بضخ المياه كل 1015 يوماً لأن نسبة استهلاك المشتركين مرتفعة جداً. إيرادات ومشاريع وأضاف مدير فرع مؤسسة المياه بطور الباحة: كما أن متوسط الإيرادات السنوية يبلغ 23 مليون ريال سنوياً وهذا رقم قليل بالنسبة لتغطية النفقات التشغيلية ويوجد لدينا تدن واضح في هذا المستوى عكس تدني حجم المبيعات والذي يسهم في تقليلها المواطنون من خلال عدم التزامهم بالدفع الكامل للفواتير في الآونة الأخيرة. بالإضافة إلى أن عدم وجود مصدر آخر مضمون لإنتاج المياه في مركز المديرية يجعل المشكلة أكثر تعقيداً والمشروع الوحيد الذي لدينا هو مشروع مياه إسعافي يبعد عن مركزالمديرية بحوالي 30 كم وهو قيد التنفيذ وتم حفر آبار في منطقة الرجاع والعمل جار في إنجاز الخزان والملحقات الأخرى وتوفير الأنابيب بالمرحلة الأولى لهذا المشروع. واستطيع القول إنه وخلال النصف الثاني من العام الجاري 2008م سيتم الإعلان عن المناقصة الخاصة بالمرحلة الثانية لاستكمال هذا المشروع الذي يعد بارقة أمل وسيرفد فرع المؤسسة بالمديرية بمياه كافية وسيعمل على زيادة نسبة المبيعات وتبلغ تكلفته حوالي خمسمائة مليون ريال. قلة الآبار وضعف الشبكة وأضاف عادل محمد سعيد قائلاً: وفيما يتعلق بالآبار التي تحت إدارة المؤسسة بمديرية طور الباحة فلدينا سبعة آبار منها ثلاثة آبار واقفة وقد جفت منذ مطلع العام الماضي 2007م. الآبار الأربعة التي تعمل وتضخ المياه إلى المواطنين كافة في المديرية وبشبكة يبلغ طولها 180 كم وهي شبكة مختلفة الأحجام والأنواع تتراوح من ستة هينش إلى نصف هينش «حجم الأنابيب» وهذه بالتأكيد شبكة كبيرة جداً كما قد يتبادر إلى ذهن أي فني لكن المشكلة تكمن في تباعد المنازل والقرى التي تصل بينها أنابيب المياه لهذه الشبكة فمثلاً نجد منزلاً في أعلى قرية الصبيحة ومنزلاً آخر في أقصى قرية الرجاع وهكذا. هموم ومعوقات واختتم مدير مؤسسة المياه بطور الباحة حديثه بالقول: حتى نستطيع معالجة أزمة شحة المياه في المديرية ولو نسبياً يجب أن تتكاتف الجهود كافة في المديرية فنطالب بانتظام سداد مستحقات المؤسسة من قبل المواطنين وكذا سداد المديونية التي على بعض الجهات ومنها مكتب الأوقاف بالمديرية الذي عليه أربعة ملايين ريال وهذا فقط على سبيل المثال لأن لدينا ديوناً متراكمة تبلغ 47 مليون ريال عند المشتركين. وهذه من أهم الهموم والعراقيل التي لدينا بالإضافة إلى عدم توفر أبسط قطع الغيار والآليات والمعدات التي يفتقر إليها فرع المؤسسة المحلية للمياه بمديرية طور الباحة. وما نأمله من الجهات المختصة الإسراع بالنظر إلى تحسين وضع فرع المؤسسة وتحديثه ورفده بالإمكانات الكافية أما ما نأمله من الإخوة المواطنين هو ترشيد استخدام المياه والإسراع أولاً بأول بسداد مستحقات الفواتير.