اكد وزير الثقافة الدكتور محمد ابو بكر المفلحي ضرورة تكاتف الجهود العربية والإسلامية لحماية التراث المعماري الإسلامي من التحديات الكبيرة التي يواجهها اليوم، بسبب تأثير التحولات الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات العربية والإسلامية. وقال الوزير المفلحي في افتتاح حلقة دراسية اقليمية بصنعاء أمس حول ( تعميق الوعي بفنون العمارة الإسلامية ) بمشاركة تسع دول عربية الى جانب اليمن المستضيفة قال:" أن هذه الحلقة الاقليمية تمثل حلقة مهمة في حلقات جهودنا الوطنية الرامية الى حماية التراث المعماري اليمني الإسلامي ، لافتا الى ان التغلب على تلك التحديات يتطلب ادخال تقنيات جديدة تلبي احتياجات البعد الحداثي والتقني الذي تتوق اليه الشعوب العربية والإسلامية وفي نفس الوقت تحافظ على العمارة الإسلامية باعتبارها احدى الركائز البارزة في تأكيد الهوية الثقافية لمجتمعاتنا الإسلامية. واوضح وزير الثقافة انه على الرغم من ان الطراز المعماري الإسلامي قد نشأ وتكونت خصائصه المعمارية من خلال الدين الإسلامي والنهضة العلمية التي أحدثها، الا انه يتنوع من منطقة إلى اخرى تبعا للطقس وللإرث المعماري والحضاري السابق في المنطقة التي نشأ فيها. ونوه إلى أن نموذج الصحن المفتوح ينتشر في العراق والشام والجزيرة العربية والجزء الساحلي الغربي من اليمن حيث جرى مراعاة الحرارة الشديدة، بينما يختفي هذا النموذج في تركيا وفي المرتفعات الجبلية في اليمن نتيجة الاجواء الباردة، وأن هذا الشكل قد تغير عبر الزمن جراء التغير في الظروف السياسية والمعيشية والثقافية للمجتمعات الإسلامية. ودعا وزير الثقافة الدكتور محمد ابو بكر المفلحي الى إيجاد وعي حقيقي لدى الشعوب بأهمية الحفاظ على التراث المعماري الإسلامي من خلال تشجيع المؤسسات المهنية والاكاديمية لإعداد كوادر متخصصة في مجالات الصيانة والزخرفة الإسلامية ووسائل البناء وتقنياته، وتشجيع مشاريع الهندسة المعمارية الرائدة التي تمزج بين فنون العمارة الإسلامية وفنون العمارة الحديثة. وتمنى الوزير في ختام كلمته ان تخرج الحلقة بالتوصيات الهادفة إلى نشر الوعي بفنون العمارة الإسلامية وإبراز دورها الحضاري والتنموي وتعزيز مكانتها في محيطها الاقليمي والدولي. من جانبه استعرض الامين العام للجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد عبدالباري القدسي الجهود التي تبذلها اليمن للحفاظ على فن العمارة الإسلامي. وأكد بهذا الخصوص قيام القيادة السياسية ممثلة بفخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والحكومة في تهيئة الاجواء المناسبة ليس فقط للمحافظة على هذا الموروث، وإنما في إعادة التأهيل لتلك المعالم ومنها إعادة ترميم وصيانة قلعة القاهرة في محافظة تعز. واشار الدكتور القدسي الى ان اليمن سعت منذ العام 1982م بالتعاون مع اليونسكو لإدخال مدينة شبام حضرموت ضمن مواقع التراث اضافة الى مدينة زبيد وهناك جهود حثيثة تبذل حاليا لإضافة مدينة الهجرين. فيما قال ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافه (ايسيسكو) عبدالعزيز صلاح سالم : "في الوقت الذي يمثل فيه التراث المعماري الذاكرة الحقيقية للشعوب، فإنه يواجه عدداً من التحديات المتمثلة في المخاطر الطبيعية والمناخية والكوارث فضلا عن الانعكاسات الناتجة عن التطورات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية. وأوضح ان هذه الورشة تكتسب اهمية خاصة في ظل الظروف التي تمر بها اليوم الامة العربية والاسلامية حيث تواجهها تحديات حضارية نتيجة تصاعدالاعتداءات المختلفة على التراث الحضاري والإسلامي بهدف تدميره، أوتهويده او سلبه ونهبه. وأشار بهذا الخصوص الى التحديات الراهنة التي تواجه المقدسات الاسلامية والمتمثلة من خلال الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في محيط المسجد الاقصى المبارك. واستعرض ممثل الايسيسكو الجهود التي تبذلها المنظمة منذ إنشائها في حماية التراث الثقافي المادي وغير المادي في الدول الاعضاء، اضافة الى تقديم الدعم لترميم بعض المعالم الاثرية المعرضة للخطر. وتناقش الورشة التي تنظمها لمدة أربعة ايام اللجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع المنظمة الإسلامية «ايسيسكو»بمشاركة كل من " المغرب، سلطنة عمان، سوريا، الاردن، مصر، فلسطين، تونس، البحرين، موريتانيا" الى جانب اليمن، اربعة محاور، تتناول التعريف بفنون العمارة الإسلامية، وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال لتوثيق العمارة الإسلامية ، فنون العمارة الإسلامية والمحيط البشري والطبيعي، استثمار العمارة الإسلامية لتنمية السياحة الثقافية.