حذر الدكتور محمد ابو بكر المفلحي- وزير الثقافة- من مشاكل حقيقية قد تواجد الدول العربية والاسلامية في تزييف فن العمارة الإسلامية وموروثها العريق، إذا لم يتم نشر الوعي بأهمية الحفاظ على مثل هذه الموروثات الحضارية. جاء ذلك في تصريح ل"نبأ نيوز" على هامش أعمال الحلقة الدراسية والاقليمية حول ( تعميق الوعي بفنون العمارة الإسلامية)، والتي تم افتتاحها أمس الاثنين بصنعاء، وستستمر للفترة من 10 13 مارس 2008م، بمشاركة كلا من المغرب، سلطنة عمان، سوريا، الأردن، ومصر، وفلسطين، تونس، البحرين، موريتانيا، بما فيها اليمن. الحلقة النقاشية التي يرعاها معالي الدكتور عبد السلام محمد الجوفي وزير التربية والتعليم، ومعالي الدكتور محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة وبالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم الثقافية افتتحها الدكتور المفلحي بكلمة أكد في مستهلها على أن المشاركة في مثل هذه الحلقة الدراسية للفن المعماري من شأنها ابراز الجهود الوطنية التي تبذل في هذا الجانب والرامية إلى حماية التراث اليمني والإسلامي الذي يواجه اليوم تحديات ليس في مجتمعنا اليمني وحسب وإنما في مجتمعاتنا العربية والإسلامية. وفي تصريح خاص ل"نبأ نيوز" قال وزير الثقافة: أن هذه الحلقة هي استمرار للجهود ليس فقط لليمن بل لكل المنطقة العربية للحفاظ على الموروث المعماري الإسلامي في كل المنطقة العربية والإسلامية، وبالنسبة لنا في اليمن تمثل هذه الحلقة أهمية خاصة حيث هذه الأيام لدينا الكثير من المشاريع التي تصب في هذا الجانب. واشار المفلحي إلى أن هناك تحديات كبيرة توجب علينا أهمية الحفاظ على مدننا التاريخية وعلى سبيل المثال مدينة زبيد في محافظة الحديدة وكذلك مدينة صنعاء التاريخية إضافة إلى الكثير من المدن التاريخية في بلادنا والتي تواجه مشاكل البناء العشوائي الذي يفقدها بعض فنون العمارة الإسلامية، منوهاً إلى أن أهمية هذه الحلقة الدراسية تمثل شكلا من أشكال التوعية بأهمية الحفاظ على موروثنا الثقافي والتاريخي وخاصة فنون العمارة الإسلامية. وأوضح وزير الثقافة: أن هناك توجه في جميع الدول الإسلامية نحو البناء الحديث الذي قد ربما يبتعد عن العمارة التقليدية، ونحن في اليمن ربما نكون أكثر حظاً عن الكثير من دول المنطقة لأن مجتمعنا اليمني يعتز بمكوناته الحضارية في المجال المعماري كونه لا يزال محافظاً على مكونات العمارة اليمنية بشكل عام مع أن دخول التقنيات الحديثة على مواد البناء لم تغير من الطابع المعماري اليمني وإنما أثرته بمزيج من الفن، كما أن العمارة الحديثة المعمولة بالإسمنت محددة ولكن نخشى أن نواجه في المستقبل في حال إذا لم يتم نشر الوعي بأهمية الحفاظ على مثل هذه الموروثات الحضارية فبالتأكيد أننا سنواجه مشاكل حقيقية لتزييف فن العمارة الإسلامية وموروثها العريق . وتهدف الحلقة إكساب العاملين في مجال حماية التراث المعماري في المؤسسات الحكومية والجامعات والمنظمات المدنية ذات العلاقة المعلومات والمهارات الملائمة لحماية العمارة الإسلامية والمحافظة على عناصرها الفنية من خلال التعريف بخصائص فنون العمارة الإسلامية وتأهيل العاملين في مجال حمايتها والحفاظ عليها ومعرفة تقنيات الترميم الدقيق والتسجيل الأثري من خلال التقنيات الحديثة. من جهته أعتبر الدكتور محمد عبد الباري القدسي أمين عام اللجنة الوطنية اليمنية للثقافة والعلوم في كلمته التي ألقاها- - تدشين هذه الحلقة الدراسية الأقليمية حول تعميق الوعي بفنون العمارة الإسلامية واحدة من الأنشطة المتميزة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وهي باكورة الحلقات المتخصصة للمنظمة هذا العام. وأضاف: أن هذه الحلقة تميز اليمن في فنها المعماري والحضاري على مدى العصور الضاربة من خلال جذورها المتوارثة جيلاً بعد جيل. وأشار القدسي في تصريح خاص ل(نبأ نيوز) إلى أن هناك توجهات من قبل الجهات المعنية لترميم قلعة القاهرة في محافظة تعز بالإضافة إلى أن هناك جهود تبذل أيضاً لترميم قلعة القاهرة بمحافظة حجة، وقد سعت اليمن منذ العام 1992م لدى منظمة اليونسكو العالمية لإدخال مدينة شبام حضرموت ضمن مواقع التراث العالمي أضافة إلى مدينة زبيد. كما أن هناك أيضا جهود حثيثة لاضافة بعض المدن التاريخية منها مدينة الهجرين بمحافظة حضرموت وبعض المدن الاخرى. وأوضح أمين عم اللجنة الوطنية بأن عدد المشاركين الذين حضروا من عدد عشر دول عربية هم (12) مشاركاً، حضر منهم (9) مشاركين والبقية توقع وصولهم مساء أمس الاثنين. يأتي ذلك وفقاً لدول تم اختيارها كونها ذات طابع معماري يتميز في فنون العمارة الإسلامية التي تهدف هذه الحلقة الدراسية لفنونها وبحكم أنها قد أقامت حلقات مماثلة. ونوه الدكتور القدسي إلى أنه تم اختيار اليمن لتميزه بتنوع فنون العمارة الإسلامية التي تختلف ما بين مدينة وأخرى. وقال إنه تم اختيار اليمن من بين (22) دولة عربية مبيناً أن أهم شيء في هذه الحلقة الدراسية هو التركيز على الجوانب التوعوية وهذه مهمة الإعلام المحلي بكل وسائله الإعلامية لنشر التوعية الشاملة بين أوساط المجتمع للتعريف بأن هذا الفن المعماري الإسلامي هو من الموروثات التي يجب المحافظة عليها. من جانبه أشار ممثل منظمة اليونسكو الدكتور عبد العزيز صلاح إلى أن التراث المعماري الإسلامي يواجه عدد من التحديات والمخاطر بما فيها الكوارث الطبيعية خاصة من خلال الإنعكاسات الناتجة عن التطور الإقتصادي والسياسي والإجتماعي والعلمي المتمثل في العولمة والثورة التقنية وما تخلفه تطبيقاتها العملية من أثار سلبية على مظاهر التراث الإنساني. وأضاف: أن هذه الحلقة الدراسية تأتي نتيجة لما تواجهه الأمة العربية من تحديات من خلال الإعتداءات المتعمدة على التراث الحضاري والإسلامي بهدف تدميره او تهويده أو سلبه ونهبه إضافة إلى التحديات الراهنة التي تواجهها مقدساتنا الإسلامية من خلال الحفريات والأنفاق التي يتعمد اليهود شقها في محيط المسجد الأقصى. مختتماً حديثه بالقول: إن منظمة اليونسكو قد أولت ذلك جل اهتمامها للحفاظ على التراث المعماري والحضاري والتاريخي لهوية العمارة الإسلامية. جدير بالذكر أن الحلقة الدراسية تهدف إلى التعريف من خلال المحاور التالية: أولاً : التعريف : 1 التعريف بفنون العمارة الإسلامية باعتبارها من العناصر البارزة لهوية الثقافة الإسلامية . 2 تأكيد الوعي بأهمية المحافظة على العمارة الإسلامية وضرورة تشجيع الجهات المختصة بتوفير قاعدة بيانات لأهم معالم الحضارة الإسلامية وصولاًَ إلى تعميق مفهوم التنمية السياحية الثقافية . 3 تشجيع المؤسسات الجامعية المتخصصة وأقسام الأثار الإسلامية ذات الإهتمام بفن العمارة الإسلامية وتكوين أطر متخصصة من العاملين في مجال صيانة العمارة الإسلامية وزخارفها المتنوعة . 4 تشجيع مشاريع الهندسة المعمارية الرائدة التي تمزج بين فنون العمارة الإسلامية وفنون العمارة الحديثة . ثانياً : المحاور : 1 التعريف بفنون العمارة الإسلامية . 2 توظيف تكنولوجيا المعلومات والإتصالات لتوثيق العمارة الإسلامية . 3 فنون العمارة الإسلامية والمحيط البشري والطبيعي . 4 استثمار العمارة الإسلامية لتنمية السياحة الثقافية . ثالثاً : النتائج المتوقعة : 1 نشر الوعي بفنون العمارة الإسلامية والمحافظة على عناصره الفنيه . 2 الإرتقاء بدور العمارة لتنمية السياحة الثقافية في العالم الإسلامي . 3 ابراز دور العمارة الإسلامية في رسم السياسات الثقافية والوطنية محلياً وقومياً . 4 تعزيز علاقات التراث المعماري الإسلامي بمحيطه الإنساني والفني والتربوي والعملي والتقني.