مطالبة الحكومة بإلغاء ضريبة الدخل على الموظفينأحيت الجمعية اليمنية لحماية المستهلك اليوم العالمي للمستهلك الذي يصادف الخامس عشر من مارس من كل عام وتحتفل فيه سائر بلدان العام هذا العام، تحت شعار" الأغذية الموجهة للأطفال"، بإقامة حفل خطابي ومسرحي وندوة علمية حول تحديات الاغذية الموجهة للأطفال بصنعاء. وفي افتتاح الفعالية أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبد الكريم راصع حرص الدولة والحكومة على الاهتمام بقضايا المستهلك وفي مقدمتها الأسعار وجودة السلع باعتبارها قضايا ذات اولوية.. منوها بالتزام الحكومة بإصدار قانونين لحماية المستهلك والصيدلة والدواء الذي ستصل العقوبات المقرره فيه الى حد الإعدام في تهريب الدواء. وقال" نحن ننظر الى ظاهرتي الغش التجاري والتقليد والتهريب باعتبارهما من اهم المهددات لأنها تطال الاغذية والادوية ومختلف السلع".. مؤكدا جدية الحكومة في محاربة هاتين الظاهرتين اللتين تتسببان في تكبيد اقتصاد الوطن خسائر كبيرة فضلا عن تاثيراتهما الصحية والبيئية ..مشيرا الى التزام الحكومة الكامل بالايفاء بالحقوق الثمانية للمستهلك. واشار راصع الى ان حماية المستهلك مسئولية جماعية تتطلب تضافر وتكاتف الجهود من قبل الجميع .. مشيدا بالجهود الفاعلة التي تبذلها الجمعية اليمنية لحماية المستهلك، مطالبا الجميع بالتعاون في الابلاغ عن اية قضايا تتعلق بقوت المستهلك . وكان نائب رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك فضل مقبل منصور قد القى كلمة لفت فيها الى ان احياء هذا اليوم يؤكد حرص الجمعية على ابقاء الوعي بالحقوق الاستهلاكية يقظا تجاه ما يحول دون تمتعنا بهذه الحقوق كما هو شأن المستهلكين في العالم خاصة الدول المتقدمة .. مشيرا الى ان المستهلك اليمني يمر في هذه المرحلة بأصعب الظروف ويعاني من شتى التحديات التي تعصف بواقعه الاستهلاكي من تصاعد غير مسبوق في اسعار السلع خاصة الاساسية والتي تخطت نسبة 400 بالمائة مما ادخل نحو 75 بالمائة من المستهلكين الى دائرة العوز والفقر الغذائي. وطالب الحكومة بالتدخل المباشر في وضع الحلول والمعالجات التي تخفف على كاهل المواطنين هذا الوضع المعيشي، من خلال الغاء ضريبة الدخل على موظفي القطاعين العام والخاص وتقديم الدعم سواء المادي او دعم الدقيق والزيوت. وعدد منصور التحديات الاستهلاكية التي تواجه المستهلك اليمني في جوانب مختلفة .. مشيرا بهذا الصدد الى التحديات المرتبطة بالتجاوزات الخطيرة في السوق الاستهلاكية التي تبرز في تداول سلع غير مطابقة للمواصفات والمقاييس وتقديم خدمات تفتقد الى اشتراطات ومعايير الجودة وتفاقم ظاهرتي الغش التجاري والتقليد والتهريب، اضافة الى التداول والاستخدام غير الآمنين للمبيدات واستيراد وتهريب مبيدات من خارج القائمة المرخصة. وتطرق نائب رئيس الجمعية الى ما يواجه المستهلكون من صعوبات حقيقية في الحصول على احتياجاتهم من المياه الكافية والنظيفة، والبيئة الصحية السليمة، وتفاقم مشكلة السكن، وافتقار معظم الطرق لمعايير السلامة.. مؤكدا ان هذه التحديات تفتقر الى الغطاء التشريعي الذي يوفر الحماية المفترضة للمستهلكين. وشدد على اهمية تعزيز المنظومة التشريعية المعنية بحماية المستهلك بتشريعات متخصصة اكثر فعالية وفي مقدمتها مشروع قانون حماية المستهلك ..مطالبا بضرورة ايلاء الاهتمام بالجانب المؤسسي بغية تنشيط المؤسسات والاجهزة التنفيذية المعنية بحماية المستهلك ومنحها الصلاحيات الكاملة بما في ذلك صلاحيات الضبط القضائي من اجل مواجهة التجاوزات الكثيرة في واقعنا الاستهلاكي. من جانبها أوضحت رئيس اتحاد نساء اليمن رمزية الارياني ان 84 ألف طفل دون سن الخامسة يموتون سنويا في اليمن بسبب نقص التغذية او عدم الرعاية الصحية وهو مايعادل 250 طفل يوميا، فيما 40 - 50- بالمائة من اطفال اليمن يعانون من الانيميا والانهاك ونقص الوزن وعدم التغذية.. ولفتت الى ان انعكاسات الغلاء العالمي المخيف على الأسعار في اليمن افرز وضعاً معيشياً مؤلماً تزيد حدته بالنسبة للام والطفل. وقالت" كما ان المواد السامة والتي ترش على المنتجات الزراعية ودون رقابة فعلية زادت من معاناة المجتمع بانتشار الأمراض المخيفة اسوأها السرطان نتيجة سوء استخدام المبيدات وسوء التغذية واستهلاك مواد واغذية غير صالحة نتيجة تهريبها وتخزينها بطريقة غير صحيحة". ودعت الارياني مؤسسات المجتمع المدني الى القيام بدور رقابي ايجابي في حماية المستهلك من الغش التجاري والمواد السامة والوقوف ضد أي تلاعب بأقوات الناس..وحثت الدولة والقطاع الخاص على تأمين القوت الضروري والرعاية الصحية للاطفال وعمل استراتيجية عملية لزراعة القمح وأكدت رئيس اتحاد نساء اليمن ان الامن الغذائي والصحي السليم حق من حقوق الاطفال، الذين يحتاجون الى الارشاد والتوجيه والحماية.. مثمنة دور العمل الانساني الكبير الذي تقوم به الجمعية اليمنية لحماية المستهلك. وقدمت في الحفل الخطابي والمسرحي مسرحية بعنوان" صرخة المستهلك"، اختزلت بقالب مسرحي شيق من تاليف وإخراج خالد البحري، وإشراف الفنان نبيل حزام، وانتاج الجمعية اليمنية لحماية المستهلك، ما يعانيه المستهلك اليمني من تحديات استهلاكية في شتى المجالات. وأبرزت المسرحية الدور الذي ينبغي ان تضطلع به الاسرة والمجتمع والجهات المعنية في الحفاظ على سلامة الغذاء سواء المواد المصنعة في الداخل او المستوردة من الخارج، بما في ذلك الحد من التهريب ومقاطعة السلع المهربة سواء دوائية او غذائية او كماليات، لما تسببه من خسائر كبيرة ليس على الاقتصاد الوطني فحسب وإنما على صحة وسلامة افراد المجتمع. وبعد ذلك عقدت اعمال الندوة العلمية المقامة بالمناسبة حول تحديات الاغذية الموجهة للأطفال، حيث ناقشت في جلستها الأولى اربع اوراق عمل الأولى عن امراض سوء التغذية قدمها الدكتور احمد الخرساني من كلية الطب بجامعة صنعاء والثانية عن حق الطفل في التغذية قدمتها الدكتورة بثينة الطل من منظمة الصحة العالمية، ووجبات الشوارع واثرها على صحة الاطفال قدمت من الإدارة العامة للاصحاح البيئي، والورقة الرابعة ركزت على اغذية الشوارع. ومن المقرر ان تناقش الندوة غدا الاحد 12 بحثاً وورقة عمل تتركز حول الأغذية المعدة والمصنعة للأطفال وأغذية الشوارع، الأغذية البديلة والأغذية المثالية، إضافة إلى حق الطفل في التغذية وتغذية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وأصدرت الجمعية بالمناسبة الدليل الارشادي الاول "المستهلك الصغير"، والدليل الارشادي الثالث للمستهلك. حيث اعرب الامين العام المساعد للجمعية اليمنية لحماية المستهلك ياسين التميمي عن امله في ان يشكل الدليل الإرشادي للمستهلك الصغير بما يحتويه من معلومات ونصائح مفيدة احدى المنبهات المعرفية الايجابية التي يصادفها وعي المستهلكين الصغار والناشئين..مؤكدا ان هذه الشريحة محل اهتمام ومتابعة الجمعية. ولفت التميمي الى ان الهدف من هذا الدليل هو الاخذ بيد المستهلك الصغير والنشء الى ما يحفزه على التعامل الرشيد مع المواد والخدمات الاستهلاكية ويؤسس لوعي استهلاكي ناضج على المدى البعيد.. منوها بأن الدليل اعتمد على التنوع في تقديم المعرفة الاستهلاكية بين الحوار السهل والمفهوم والمعلومات العلمية والتقنية الجادة وبين الصورة المعبرة.