قال رئيس الهيئة العامة للبحوث والارشاد الزراعي الدكتور اسماعيل محرم " ان اليمن تستورد سنويا ما بين 90 الى 95 % من احتياجاتها من القمح لردم الفجوة الاقتصادية وتوفير احتياجات الاستهلاك للمواطنين من حبوب ودقيق القمح. واضاف محرم في ورشة عمل خاصة بإشهار ونشر تقانة الدقيق المركب نظمتها الهيئة العامة للبحوث والارشاد الزراعي أمس الاثنين بصنعاء"ان اسباب الفجوة الغذائية في اليمن هو تزايد معدل النمو السكاني بنسة 1ر3 %،ومحدودية الاراضي الزراعية لزراعة القمح وتناقص مساحات زراعة الحبوب. بالاضافة الى اتجاه المزارعين نحو زراعة محاصيل ذات عوائد اكبر ،واتساع رقعة الزحف العمراني على الاراضي الزراعية في مختلف انحاء البلاد واتجاه الدولة نحو سياسات الاصلاح الاقتصادي ووقف الدعم الحكومي الموجه نحو تشجيع الزراعة والمزارعين. واشار الدكتور محرم الى دور البحوث الزراعية في انتاج الحبوب من خلال محطات البحوث في الاقاليم الزراعية المختلفة من حيث استنباط اصناف محسنة لمحاصيل الحبوب المختلفة كالقمح والذرة الرفيعة والشامية والدخن والشعير والتي ادت الى رفع مستوى انتاجية هذه المحاصيل من 5ر0 طن"هكتار الى متوسط عام قدره 3 طن"هكتار وقال الدكتور محرم " ان الخبز المصنوع من القمح يمثل مكونا رئيسيا في مائدة الطعام لهذه الشعوب كونه من اكثر المحاصيل الزراعية اهمية في خريطة النشاط التجاري العالمي . واستعرضت الورشة التي شارك فيها اكثر من 30 مشاركا ومشاركة يمثلون الهيئة العامة للبحوث والارشاد الزراعي واكاديميين وباحثين من مختلف الجامعات والمراكز البحثية في اليمن الجدوى الاقتصادية من استخدام تقانة الدقيق المركب واثرها على الامن الغذائي في اليمن . كما ناقش المشاركون في الورشة ثلاث اوراق عمل الاولى للدكتور محرم ،واكدت ورقة العمل الثانية والمقدمة من الدكتور محمد سالم المصلي الباحث في العلوم الغذائية على ان الاخذ بتقانة الدقيق المركب لانتاج الخبز بأنواعه وكذا منتجات الخبز الاخرى كالبسكويت والكيك وغيرها ستؤدي الى تقليص الاستيراد من القمح بنسبة تصل الى 30 %. وبين انه يمكن احلال 20 الى 30 %من دقيق الاقماح المستنبطة محليا بدقيق الذرة الرفيعة لانتاج الخبز الشعبي الملوح وانتاج الكيك والبسكويت بقيمة غذائية عالية ومقبولة حسيا من قبل المستهلك . واكد الدكتور المصلي ان الدراسات والتجارب تؤكد ان منتجات الدقيق المركب تتميز بقيمة غذائية عالية مقارنة مع منتجات دقيق القمح الابيض الخالص. مستعرضا الصعوبات المتوقعة التي تواجه امكانية تطبيق التقانة من خلال ضعف استجابة اصحاب المخابز والمطاعم وصعوبة اقناعهم بأهمية ضرورة تبني وتطبيق هذه التقنية في انتاج الخبز وكذا صعوبة اقناع مالكي المطاحن بتبني وتطبيق التقنية لاسيما وان تنفيذها يتطلب تكاليف اضافية لادخال خطوط انتاج اخرى لطحن حبوب المحاصيل البديلة المقترحة لاستبدال دقيق القمح لانتاج الدقيق المركب بالاضافة الى تذبذب وعدم كفاية الانتاج المحلي من المحاصيل البديلة الموصي باستخدامها لتنفيذ تقانة الدقيق المركب وضرورة البحث عن امكانية توفير بعضها على الاقل بأسعار معقولة من الاسواق الخارجية . واستعرض المهندس حسن سعيد خميس في ورقة العمل الثالثة التصور الاولي للخطة التنفيذية لعملية اشهار ونشر التقانة وكيفية تطبيقها على الواقع العملي بالتنسيق مع عدد من الجهات ذات العلاقة .